257 |
المجموعات الديمغرافية، مع توضيح الآثار التي قد تترتب على هذا التغيير. وبذلك تُنســف الأطروحة المغلوطة والمتداولة عربيّا من خلال التأكيد على أن العلاقة بين الرأي العام الأميركي وإســرائيل ليست بالعلاقة الثابتة فهي متغيرة، وحسب الكتاب، انتقلت من مستوى التوافق إلى مستوى الانقسام. وقد ناقش المُؤَلّفان بشكل مقنع في الكثير من فصول الكتاب أن إســرائيل التي كانت تتمتع في وقت ما بدعم قوي من الحزبين في الولايات المتحدة، أصبحت الآن قضية حزبية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وقــد أوضــح المُؤَلّفان البُعد الدينامــي لأطروحة الكتاب من خــ ل الاتكاء على جملة الدراســات التي أُنجزت طوال العقود الســبع بالنصّ في نهاية الكتاب على أن تراجع معدل الدعم الأميركي لإسرائيل على أساس الفعل الحزبي بين الديمقراطيين %، وأن هذه الفجوة تعود لمسألتين رئيسيتين، 40 % و 30 والجمهوريين قد يصل ما بين هما: أو ً: الإفراط الإســرائيلي في اســتعمال القوة ضد الفلســطينيين. وثانيًا: قضية استقلال الدولة الفلسطينية. وبذلك، تتضح معالم الأطروحة الجديدة للكتاب في كون الرأي العام الأميركي ظاهرة متغيــرة تاريخيّا جرّاء جملة مــن العوامل والمواقف، وأن هناك تحوً في اتجاهات الرأي العام الأميركي تجاه إسرائيل من درجات الدعم المطلق والمفتوح إلى محطة الفجوة والانقسام. . مسوّغات الدعم المفتوح 2 كل مواطن " يؤكد صاحبا الكتاب في الفصول الأربع الأولى من القسم الأول على أن ، وعلى المستوى الرسمي يتحدث الكتاب أيضًا " أميركي لديه مواقف محابية لإسرائيل عن الدعم الأميركي الاستثنائي لإسرائيل باعتباره دعمًا مفتوحًا وممتدًا في الزمان. ومع ذلك، يمكن القول بأنه منذ تأسيس الدولة الإسرائيلية حتى اليوم وطوال سبعة عقود جــرى التمييــز بين مرحلتين متمايزتين في هذا العلاقة: منذ أربعينات القرن الماضي حتى نهاية الثمانينات؛ حيث كان الدعم الأميركي لإســرائيل مفتوحًا على مصراعيه، . ويُرجع أمنون كافاري وغاي فريدمان هذا التحول 1989 لكن تغيّرت المعادلات منذ إلى جملة من الأسباب الموضوعية يمكن اختزالها في أربعة عوامل مركزية، هي: . نهاية الحرب الباردة والثنائية القطبية التي ســيطرت على العالم على مدى أربعة 1
Made with FlippingBook Online newsletter