| 260
هي الفكرة الرئيسية التي ظلت وسائل الإعلام الأميركية، خاصة المحافظة، تروّج لها. وهنا تحديدًا جرت التضحية بالمصلحة القومية الأميركية على حساب دعم إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط مع العلم بأنها قد لا تحتاج لهذ الدعم بدعوى الاستقرار السياسي واستمرارية التفوق العسكري والأمني لدولة إسرائيل. . عوامل وآليات النقسام 3 من داخل ذات المنظور الدينامي للعلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، يؤكــد أمنون كافاري وغاي فريدمان على تبني زاوية مختلفة، ففي الوقت الذي كان فيه البعض يعتقد أن قضية الدعم الأميركي لإسرائيل مسألة بديهية محسومة لا تحتاج لنقاش سياسي، فإن المُؤَلّفيْن بحثا في الموضوع على أساس تجريبي بعيدًا عن الأفكار المسبقة والمسلّمات الأيديولوجية، وذلك بالاعتماد على أدوات علمية موضوعية. لقد تكررت فكرة الرأي العام الأميركي المســكون بإســرائيل في الكثير من فصول الكتاب، لكن الجديد في الموضوع اليوم هو أن هناك اتســاعًا في المنظور الحزبي لدعــم أميركا لإســرائيل وهو ما أثّر علــى راهن هذه العلاقة ومســتقبلها. وبالتالي أضحى الدعم الأميركي لإسرائيل قضية سياسية أيديولوجية بعدما كانت من مسلمات الأميركيين، أي أنها أصبحت قضية سياسية خلافية بين وجهتي نظر الحزبين والنخبة السياسة الموجهة لسياسة كل حزب على حدة. ويذهــب أمنــون كافاري وغاي فريدمان إلى أن بدايــة التحول في قضية دعم الرأي العام الأميركي لإســرائيل بدأت منذ ثمانينات القرن الماضي، وأن عمليات التحول ما زالت مستمرة حتى اليوم. وهذا ما توضحه استطلاعات الرأي العام التي تناولتها الدراســة. فقد وقف الباحثان في اســتقراء تطور الرأي العام الأميركي تجاه إسرائيل طوال أربعة عقود كاملة من خلال تحليل نتائج اســتطلاعات الرأي المعتمدة خلال كل عشر سنوات: ، خلال شهر مارس/آذار وإبّان الانتفاضة الفلسطينية الأولى، كشف 1989 - ففي العام % من الرأي العام الأميركي يحمل منظورًا إيجابيّا أو 65 أحد اســتطلاعات الرأي أن % لا 3 % منه يحمل منظورًا ســلبيّا، وأن 38 إيجابيّا جدّا تجاه إســرائيل، في حين أن رأي له. ، كشف استطلاع رأي آخر أن نسبة الدعم التي يقدمها الأميركيون 1999 - وفي العام .% 66 لإسرائيل بلغت
Made with FlippingBook Online newsletter