| 262
كان يعتبرها انتهاكًا للقانون الدولي، ورفض أيضًا سياســة إسرائيل تجاه دول الجوار في حين شــكّل الاتفاق النووي النقطة الخلافية الكبرى التي مثّلت اللحظات الأكثر صعوبة في العلاقة بين البلدين. وطوال فترة حكم أوباما، ظل الحزب الديمقراطي يقدم نفســه للرأي العام الأميركي باعتبــاره حزبًا ليبراليّا يســعى لتحقيــق رفاهية الأميركيين، وتحقيــق أهداف أميركا ومصالحها الاقتصادية في الخارج دون المســاس بســمعتها كقوة عالمية واحترامها للمواثيق الدولية والقانون الدولي الإنســاني. بالمقابل، كان الحزب الجمهوري يقدم نفســه للأميركيين على أنه حزب محافظ، توجهه نزعة دينية مســتمدة من الحضور الكاســح للمسيحيين الإنجيليين والبروتستانت واليهود في صفوفه، وأن الصراع بين النزعة الليبرالية والمحافظة هي التي أثّرت على مضامين السياسة الخارجية الأميركية، ولذلك أضحى الدعم الديمقراطي لإسرائيل هدفًا بعيد المنال ويحتاج دومًا مبررات ومسوّغات في حين أن الدعم الجمهوري ظل مفتوحًا ومطلقًا. ورغــم أن الفوارق السياســية والحزبية بين الديمقراطييــن والجمهوريين تتحدد في القضايا المتربط بالدين والأيديولوجيا وطبيعة ووظيفة الطبقة السياسية الحاكمة ممثلة في شــخص الرئيس ودوره في توجيه الســلطة التنفيذية، فإن طبيعة ووظيفة الفعل السياســي الأميركي تؤكد أن النخبة الحاكمة الموجودة في سدّة الحكم ودوائر صنع القرار هي من يوجّه الرأي العام. وهذا ما أوضحه الكتاب بصورة جلية؛ حيث كشف ، بالأدلة أن الرئيس باراك أوباما لم يكن داعمًا 2015 استطلاع للرأي، أُجري في العام لإســرائيل، وأن هذا الموقف أســهم في انقسام الرأي العام الأميركي؛ حيث أبرزت % من مجموع الأميركيين المستجوبين فقط كانوا يدعمون إسرائيل في 48 النتائج أن % منهم كانوا يرون أن الرئيس أوباما لا يعتبر داعمًا رئيسيّا لإسرائيل. 48 حين أن نسبة ، ومنذ بدء حملته الرئاسية، سعى الرئيس دونالد ترامب إلى تمييز 2016 أما في عام سياسة الحزب الجمهوري عن سياسة الرئيس الديمقراطي، أوباما، عندما أكد أكثر من أن إسرائيل صديقَتَنا وإحدى أهم الديمقراطيات في الشرق الأوسط " مرة أمام أنصاره انتُقدت وحوربت من قِبَل الرئيس أوباما، الذي لم يكن صديقًا لإسرائيل وتعامل مع هذه السياسة جعلت منها قوة عظمى في حيز زمني " ، مؤكدًا أن " إيران بوداعة وعناية . " ضيق بسبب ما قامت به الحكومة الديمقراطية وبعد أقل من شهر على وصوله البيت الأبيض، استدعى الرئيس، دونالد ترامب، رئيس
Made with FlippingBook Online newsletter