| 32
القطب المهم في " قانون الميديــا الماكلوهاني " وبتركيــزه علــى العُدّة التقنية، أغفل الظاهــرة الإعلامية، أي المتلقي/المســتخدم، وطابق بالتالــي، من حيث لا يدري، بين جمهور الميديا التقليدية (صحف، ومجلات، وإذاعة، وتليفزيون)، الذين يقتصر نشــاطهم على القراءة والاســتماع والمشاهدة، ومستخدمي الميديا الاجتماعية الذين اتسعت ممارساتهم، وتعمّقت وتنوّعت، لتشمل المراقبة، والتحري، والمسح الضوئي، والنظر، ومشــاهدة ما يُعرَض في الشاشة عبر الخط، والقراءة، والاستماع، والبحث، والتحميل والتخزين، والنقر على الأيقونات والروابط الرقمية، والتعليق، والتعبير عن الإعجاب، وإعادة التوزيع أو النشــر، والتشــارك، وكل ما ينجرّ عن هذه الممارسات على الصعيد الاجتماعي والثقافي. الماكلوهاني، في تعميمه، على المجتمع، ويغفل أن الاتصال " الميديا " يســمو قانون .) 106 ( " يتموضع في نهاية المطاف داخل مجتمع معين، ويُنفّذ بأدوات مجتمعية معينة " وهــذا يعنــي عمليّا أن ما تفعله العُدّة التقنية في هذا المجتمع على ســبيل المثال لا يتطابق حرفيّا مع ما تُحدثه في ذاك المجتمع، لأنها تنغرس في التقاليد الاتصالية في .) 107 المجتمع فتحيي موروثه الثقافي أو تفكّكه أو تستغني عنه( . نقد الماكلوهانية 7 لم تفلت أية أطروحة من أطاريح ماكلوهان من النقد على ضوء الحقائق التي تضمّنها التاريخ البشري، وتاريخ وسائل الإعلام، والمخترعات التقنية، ودراسات علم النفس الإدراكي، والاقتصاد السياسي. مكســبًا من المكاسب " إن الميديا امتداد للإنســان " لقد أقصى ماكلوهان في مقولته: المعرفية التي تحقّقت في عصر الأنوار، والمتمثل في التمييز بين ما هو طبيعي وما ). وبالتالي، الوقوع في الخلط الذي حذّر منه البنيويون، وعلى رأسهم 108 هو ثقافي( )، والمتمثل في أن عدم التمييز هذا Claude Lévi - Strauss كلود ليفي شــتراوس ( )، وإلى القفز 109 يؤدي، في آخر المطاف، إلى الإخفاق في إدراك ما هو إنســاني( على ما يُجْمِع عليه الأنثربولوجيون ويختصرونه في القول بأن ما هو طبيعي وثقافي هو نتيجة بناء اجتماعي. ركّز النقاد على المغالطات التاريخية التي بنى عليها ماكلوهان تحليله واســتنتاجاته. لقد كشــف ســدني فنكلســتين العديد منها، نورد بعضها في شــكل أسئلة من باب
Made with FlippingBook Online newsletter