55 |
وتنطلق الدراســة من ذلك، بمنهجها البنيوي التاريخي وبأدوات التحليل والإحصاء الاقتصادي الكلاسيكية، باتجاه فهم الأُطُر والجذور الهيكلية الأساسية، دون الثانوية والعَرَضيــة، لتكوّن الفجــوات الثلاثة، والتفاعل الدينامي بينهــا، عبر حلقات تكوّن " تعزّزه " العيني (بفجوتي التشغيل والتجارة)، إلى " جوهره " العجز الثلاثي، بدءًا من الاسمي (بتفاعل فجوتي المالية " تضخمه " القيمي (بترافق فجوتي التجارة والمالية)، فـ والنقــد)؛ مُنتهيًا لتكوّن الحلقة الخبيثة للمديونيــة المزمنة بنمط النمو الريعي التابع، واستكشاف موقع سياسة التعويم منها، ومدى قدرتها على معالجة الموقف، كنموذج لسياسات موازنة العجز لا تصفيته جذريّا. . تدقيق مفاهيم أو مظهر العجز: تعويم عملة أم خفضسعر صرف؟ 1 )، الاقتصادي الرئيســي Robin Brooks ، كتب روبن بروكس ( 2021 في مارس/آذار بمعهد التمويل الدولي والاقتصادي السابق بصندوق النقد الدولي، تغريدة على موقع مصر تعاني من اختلالات مُقلقة، مع " ، مما جاء فيها أن " تويتر " التواصل الاجتماعي ، بما يعني 2016 عودة سعر الصرف الحقيقي للجنيه إلى ما كان عليه قبل خفضه عام ،) 1 ( " انتهاء أية ميزة تنافســية لذلك الخفض، مع ارتفاع كبير في الديون الخارجية.. جديد. " تعويم " ليفتح الباب لجدل متصاعد حول احتمالية قيام الحكومة المصرية بـ بدايــة، وضبطًــا للمفاهيم، لم تنفــذ الحكومة المصرية أي تعويــم حقيقي، بل ولا المصرية بهذا المعنى " التعويم " تملك القدرة لفعل ذلك، ولو اُحتســبت محاولات المتداول لأصبحت مصر إحدى أكثر الدول تكرارًا لتلك المحاولات، " المجــازي " 2003 وفشــً فيهــا، خلال فترة لا تتجــاوز العقدين لا غير، بعــد محاولتيها عامي اضطراري لســعر الصرف، " خفض قيمة " ، فمــا تنفــذه مصر فعليّا هو مجرد 2016 و بعدما تصل اختلالات الموازين الخارجية وقصورات الاحتياطيات الأجنبية، بما ترتّبه من ضغوط على الموارد والاستقرار الكلي، فضً عن انسداد أو ضعف في إمكانات في الاقتراض، إلى نقطة عدم العودة بما يتطلب خصمًا سريعًا من قيمة " الاستمرار " العملة، وشراءً للوقت من الدائنين. ومما يؤكد هذا القول -ليس فقط- انتقادات المنظمات الدولية المعنية لدرجة نجاح ومدى جدية تنفيذ الحكومة المصرية له، بل الأدهى إصدارات بعض تلك المنظمات نفسها التي ترى عدم ملاءمة الظروف الاقتصادية والإمكانات المؤسسية لبعض البلدان
Made with FlippingBook Online newsletter