57 |
أو لحقيقــة كونه مجــرد إجراء جزئي وارد جدّا، بل والأرجح، تكراره بكافة تكاليفه الجسيمة، ما لم يُنفذ ضمن حزمة شاملة وجذرية من السياسات لعلاج جوهر العجز. . جوهر العجز: الروافد الهيكلية لفجوتي التشغيل والتجارة 2 )، عرّجنا ســريعًا على كيفية التكوّن التاريخي للتخلف في مصر 5 في ورقة ســابقة( ببُعديــه، السوســيوتاريخي والجيوتاريخي، وصوً لمســار التطــور الهيكلي للنمط الاقتصادي، الذي ســبق تحليله بشــكل أكثر تفصيً وفنية في رسالة علمية للباحث كانت خلاصتها أن ثورة يوليو/تموز وَرِثَت عن مرحلة الملكية-الاستعمارية رأسمالية يعاني ضعفًا في عضلة القلب (القاعدة الإنتاجية المحدودة)، " طرفيــةً بهيكل إنتاجي وانســدادًا في الشــرايين (بحكم التركّز والطابع الاحتكاري)، وضمورًا في العضلات (ضعف التكوين الرأسمالي والتكنولوجي)، وثِقً في الوزن (حجم السكان والقطاع الخدمــي المتضخم)، بما يمثّل ســمات نموذجية لرأســمالية وُلدت عجوزًا مريضة .) 6 ( " وقزمية ناقصة التكوين ، التي يتمثّل منطق وطابع تطورها الأساســي في القفز من " الرأســمالية العجوز " هذه الطفولــة إلى الشــيخوخة، دون مرور بمرحلة الشــباب، بمــا تحمله في جعبتها من تنافســية تدفع التطور التكنولوجي، واستقلال سوقي يعزّز التصنيع المستقل، وتراكم كمّي وكيفي يحفّز التراكم الرأسمالي المُنتج وارتفاع الإنتاجية؛ ومن ثم باجتماعهم، التخلف " تحقيق النمو الذاتي المســتقل، نقول: نتجت هذه الرأســمالية عن ظاهرة ، التي تحدث عندما تنعكس آلية التطور الاقتصادي الاجتماعي المفترضة، " الهيكلي بحيــث يتحقق الانتقال من تشــكيل اقتصــادي اجتماعي إلى آخــر بطريقة مخالفة للمفترض، تســبق ضمنها علاقــات الإنتاج (المفروضة من الخــارج) قوى الإنتاج (المحليــة الموروثــة)؛ لتختل مع ذلــك الانعكاس في الآلية كافــة ديناميات عمل " النوعية " التشــكيل الاقتصادي الاجتماعي وتتشوّه اتجاهات تطوّره. فتسبق السمات ، وبتجاوز أنماط الاســتهلاك لأنماط الإنتاج كمّا " الفنية " للهيــكل الإنتاجي إمكاناته وكيفًا؛ يُخترق الفضاء السوقي من الخارج ولا يملك رأس المال المحلي، الضعيف الوليد، الســيطرة على ســوقه المحلية، ويفقد مع كل ما سبق السيطرة على إمكانات تجديده الذاتي المستقل. وبسبب هذا الاختلال في مستوى التطور بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج؛ يتكوّن الأكثر تطورًا؛ تنشأ " نطاق التبادل " المتخلف و " نطاق الإنتاج " اختلال تطوّر مماثل بين
Made with FlippingBook Online newsletter