69 |
، التي أكدت التكامل المشترك بين العجزين 2015 - 1977 )، التي غطّت الفترة 2019 في الأجل " التباعد المشترك " في الأجل الطويل، و " نموذج مونديل فليمينج " وانطباق القصير، مع تأكيد أولوية تأثير العجز الجاري وأسبقيته على العجز المالي. إذا تجاهلنا اختلاف الأُطر " الجدلية التبادليــة " وهكــذا تتخذ العلاقة بينهما شــكل الزمنيــة (ككل شــيء في العالم تقريبًا)، مع أولوية تأثيــر العجز الجاري على عجز الموازنــة كقاعــدة عامة، لذلك اعتبر خالد إكــرام، مدير مكتب البنك الدولي بمصر لحوالي ربع قرن، ميزان المدفوعات القيد النهائي على نمو مصر خلال نصف القرن الماضــي؛ حيث كان التــوازن الداخلي خاضعًا للتوازن الخارجي، الذي كانت مصر تحاول احتواءه بتقييد الواردات التي كانت ترتب بدورها قصورًا في استخدام أرصدة .) 46 العمل ورأس المال( مع ذلك، نؤكد بالرجوع بالتحليل لمســتوى أكثر تحتية وبنظرة تاريخية أوســع، أن ارتباط وحدة " الجوهر الأساســي للعلاقة بينهما يظل، في الســياق الريعي التابــع، ؛ حيث تنطلق الفجوتان من فجوة التشغيل ابتداء، ثم يؤدي التفاعل بينهما " الأساس لمزيد من تعميق الفجوتين بشــكل مباشــر، وعبر التأثير على فجوة التشــغيل نفسها كوســيط بينهما بشــكل غير مباشر. وقد يحتج البعض بأن فجوة التشغيل هي نفسها تقريبًا فجوة التجارة المُســبّب الأساســي للعجز الجاري (بغض النظر عن مســألة التصنيــف الإجرائي والحســابي للجاري والتجاري هنا)، لكــن يظل الفارق الدقيق الكامــن خلــف التقاطع بينهما في كون فجوة التجارة مجرد مظهر مُحوّل وتجســيد مُقيّد لفجوة التشغيل الخام؛ فلا تعبّر عنها كامل التعبير؛ حيث لا يتحوّل كل فائض طلب محلي، فعلي، بالضرورة لطلب استيرادي فعلي، يسهم عمليّا في فجوة التجارة الخارجية؛ بســبب القيود -المادية والمالية والنقديــة والإدارية والإجرائية- العديدة التي تتوسّــط الفجوتين. كما أن للفجوة المالية علاقتها المباشــرة بفجوة التشــغيل، المســتقلة عن علاقتها بفجوة التجارة، عبر حلقات الإنتاجية والفائض ســالفة الذكر، ما يجعل فجوة التشغيل الأساس الهيكلي للفجوتين وقاعدة الانطلاق الاستراتيجية في ، تحرّكه مُنَظّمات الاقتصاد " تعزيزي " معالجتهما معًا، فما التفاعل بينهما سوى تفاعل له، " خالق " من أدوات التسعير وآليات الإدارة، لأصل هيكلي قائم بالفعل، لا تفاعل كما تتصوّره وتعامله عمليّا سياسات إدارة التوازنات المالية والنقدية التقليدية.
Made with FlippingBook Online newsletter