العدد 12 – نوفمبر/تشرين الثاني 2021

77 |

والخارجية التي تتعامل بالنقد الأجنبي من بنوك وسياحة ومناطق حرة...إلخ؛ ما يعمّق طابع النمط الريعي غير الإنتاجي مصدر الأزمة أساسًا. . ســيدفع عدم اســتقرار العملة لمزيد من ضعف الثقة بها، وتعاظم ظاهرة الدولرة، 4 فتفقد الدولة مزيدًا من سيادتها النقدية ومن فاعلية أية سياسة نقدية محلية؛ حيث تفقد العملة وظائفها بالتدريج، بدءًا من وظيفة مخزن القيمة، ثم وظيفة وحدة الحســاب والتبادل الآجل، وصوً لفقدانها بعض مساحتها الوطنية بمنافسة عملات أجنبية لها دورها -الأكثر أولية- كوسيط التبادل. . يؤدي فقدان السيادة النقدية لاكتمال حلقات التبعية، فتفقد الدولة الوطنية قدرتها 5 على استخدام السياسة النقدية بفاعلية، ما يسهم في تعميق عجزها عن إعادة تجديد إنتاجها الاجتماعي بشــكل مســتقل، وعن رســم سياســتها النقدية بما فيه مصلحته الوطنية، بل تخضع لسياســات ومصالح المركز الرأســمالي المتبوع، ما يديم ويعمّق التبعية والتخلف، ويسد آفاق أي مشروعات حقيقية للتنمية المستقلة. . لن ينجح التعويم إلا بكبح الاســتهلاك الخاص، وبالتحديد للطبقات الوســطى 6 والفقيــرة الأكثــر تأثرًا بالتضخــم، علمًا بأن ذلك الاســتهلاك الخاص هو المحرك الأساســي لنمو الاقتصاد المصري في ظل النمط القائم؛ ما يضيّق الســوق المحلية ويُدخل الاقتصاد في حالة ركود تعزز أزمته بدً من حلها. يجعل كل ما سبق سياسة التعويم، ليست فقط سياسة غير فعالة، بل سياسة ضارة إذا تم الاكتفاء بها، ولم تُستَتْبَع وتُحتوى ضمن استراتيجية أشمل ومنظومة سياسات أعم، تعالج روافد العجز التي قادت لفرض خفض العملة، والتعويم، ابتداءً. فالتعويم، مع كونه مجرد خفض عملة في الســياق المصري، ليس حّ لأزمة النمط بقدر ما هو تعبير عنها، فأزمة العملة ليســت ســوى عَرَض لعجز النمط الإنتاجي نفسه، ولا حل جذريّا لها ســوى بمعالجة ذلك العجز، وإلا ســنظل نبرّد الخســائر المرة تلو المرة لموازنة القيم الاسمية بالتوازنات الحقيقية، في مسلسل لا ينتهي من حلقات خفض رغم ضرورة تعديل " الجنيه، وحتى اقتصادي ليبرالي مثل خالد إكرام، يخلص إلى أنه سعر الصرف لتعويض المثبطات، فإنه لا يكفي بذاته لدعم استراتيجية تنمية مدفوعة بالصادرات، بل يجب اســتخدامه كجزء من حزمة سياسات مالية ونقدية ومؤسسية، فبدون معالجة العوائق -الهيكلية- ســيكون من المحتمل أن تصبح الميزة الســعرية الناتجة عن خفض ســعر الصرف ميزة عابرة مؤقتة، وتتدهور سياســة الحفاظ على

Made with FlippingBook Online newsletter