97 |
العابــرة للحدود وقنواتها الناقلة لموارد والمنتجات المادية وغير المادية، وإمكانيات العبور والتأثير في ظل القيود وشــروطه، وطرح أشكال التفاعل المختلفة على ثلاثة ). ينتقل ما تبقى من محاور الدراسة من 6 مستويات: المعلومات، والتأطير والضغط( منطــق الاحتجاجات قصيرة المدى وتفاعلاتهــا إلى النظر في إمكانات تطور فاعلية إسلامية جماهيرية مُمَكّنَة شبكيّا طويلة المدى في ظل تطور أشكال حضور الإسلام على المستوى الإقليمي، ومدى ملاءمة الشبكات المُمَكّنَة للجماهير للعمل الإسلامي في ظل التحولات التي يمر بها والقيود المفروضة عليه. ومن ثم اقتراح نموذج نظري، عبر شــكل تمثيلي، يعبّر عن مساحات تكوّن شبكات الفاعلية الجماهيرية ومسارات تفاعلاتها في البيئة الدولية كاستنتاج للنقاشات والاستكشافات في المحاور المذكورة. . الفاعلية في البيئة الدولية بين الدولة وشبكات المناصرة العابرة للحدود 1 يشــهد واقع العمل الإســ مي الجماعي اليوم، خاصة في أبعاده السياسية -باعتباره مسارًا لحشد الموارد اللازمة للضغط الشعبي على الحكومات لتبني بعض المواقف- تحديات كبيرة؛ فالمساحة التي كانت تحتلها التنظيمات الإسلامية التقليدية كحركات اجتماعية وسياسية محلية وأحيانًا عابرة للحدود أضحت فراغًا تنظيميّا، وربما هوياتيّا. وبشــكل أكثر تحديدًا؛ شــهدت هذه الحركات، بل وأي عمل جماعي تحت رايتها، حالة من الأَمْنَنَة كما في غالبية دول الخليج، بل والعَسْكَرَة كما هي الحال في مصر، بينما تلك التي نجت، كحركة النهضة التونسية، جرى إدماجها بشكل يكاد يكون تامّا )، حتى إن تفاعلها مع الإســاءة الفرنسية 7 ( " ما بعد الإســ موية " فيما قد يُطلق عليه للرســول صلّى الله عليه وســلّم، على الأقل على لسان زعيمها راشد الغنوشي، كان الأكثر ليونة بالمقارنة مع النخب السياسية العلمانية في بعض الدول العربية. لم يَطُلْ هذا الفراغُ العملَ الجماعي الإسلامي فحسب، بل كل عمل جماعي لا يتوافق مع سياســات الدولة ونخبتها الحاكمة، بما في ذلك التواصل المعلوماتي والتنسيقي مع شبكات المناصرة العابرة للحدود. كما أن هذه الشبكات الليبرالية لا تُظهِر كثيرًا من الحماسة عندما يتعلق الأمر بمبادرات وحملات ذات أهداف دينية؛ حيث يكون هناك غالبًا صعوبة في تأطير القضايا والاهتمامات الدينية بشكل يُحفّز هذه الشبكات لاستخدام مواردها المعلوماتية والمادية للضغط في سبيل تحقيق تلك الأهداف. حتى في القضايا القابلة للتأطير المشــترك كإطلاق ســراح معتقلي الرأي المحتجزين في
Made with FlippingBook Online newsletter