133 |
الفضاءات الحيوية أداة لالنفتاح على اإلقليم، وتتعامل مع الملف العراقي من زاوية إستراتيجية أساسية في سياستها الخارجية ألسباب عدة لها عالقة بمعادلة توزع القوى والصراع في المنطقة والحفاظ على أمنها واستقرارها وترسيخ وجودها الجيوسياسي ســبتمبر/ 11 فــي اإلقليــم، وبعد التطورات التي حصلت في المنطقة، منذ أحداث وما بعدها، أصبح الملف العراقي جزءًا أساســيًّا من اإلســتراتيجية 2001 أيلول عام الخارجيــة التــي تتبنَّاها إيران، والتي تهدف من خاللهــا إلى امتالك جميع مقومات القوة االقتصادية والسياســية والعســكرية والتقنية، التي تسمح لها بحماية مصالحها .) 22 اإلستراتيجية الكبرى( وتتخلص أبرز األهداف اإليرانية من مقاربتها اإلستراتيجية تجاه العراق باآلتي: أو ًلً: تحقيق االستقرار السياسي داخل إيران: تسعى إيران من خالل سياستها الخارجية لتجميــع األوراق اإلقليميــة للضغط للحصول على اعتراف دولــي وإقليمي بالتأثير الذي تمثله، وذلك من خالل تحقيق الحصانة في مواجهة الواليات المتحدة وجعل المواجهة معها ضمن حدود االســتمرار وليس االختراق واإلطاحة بالنظام السياسي، ويمثل العراق ركنًا بارزًا ضمن هذه اإلستراتيجية، السيما أنه ساحة تماس مباشر مع الواليــات المتحــدة، ومنطقة نفوذ توفر أوراق ضغط على الدول التي يمكن أن تؤثر في الوضع اإليراني الداخلي. ثانيًا: ضمان أمنها وسالمة أراضي إيران: يوفر العراق حاجز صد مهم إليران، فض ًل عن أنه يمكن أن يكون نقطة دفاع متقدمة في حال أي تماس عسكري يهدد سالمة األراضي اإليرانية. ثالثًــا: تكريس الدور اإلقليمــي إليران: يوفر العراق منصة جوهرية لتوســيع الدور اإلقليمــي إليران، ســواء بســبب أهميته فــي المنطقة، أو كونه منصــة تضم حلفاء أساســيين إليــران، وفي كل األحوال تقوم إيــران بتبني كل ما يلزم من أدوات القوة اإلقليمية في العراق التي تؤمِّن لها القدرة والنفوذ للتأثير على جميع مجريات الوضع .) 23 اإلقليمي( وهكذا، بدأت إيران تنظر إلى العراق على أنه طوق نجاة وشريان حياة ورئة اقتصادية لمجابهة الضغوطات وااللتفاف على العقوبات من خالل احتواء العراق وتحويله إلى
Made with FlippingBook Online newsletter