137 |
المبحث الثالث إرهاصاتها اإلستارتيجية � مالمح معضلة التحركات اإليارنية تجاه العارق و مهــدت التعديــ ت والتحوالت في موازين القوة دوليًّا وإقليميًّا لمحاوالت إرســاء تموضعات جديدة داخل الفضاء الجيوسياســي لمنطقة الشــرق األوسط، وأسهمت بشــكل غير مسبوق في زيادة فرص ونفوذ الدول اإلقليمية بأشكال متفاوتة، باالتكاء على تمتلكه من المقومات واإلرادة؛ األمر الذي جعلها ترسم أطر التفاعل اإلقليمي .) 32 بشكل قوي( أدى ذلك إلى تصاعد حدة السباق والتنافس سياسيًّا على األدوار والنفوذ في جغرافية المنطقة وأضحت المناورة السياســية ومحاولة تكوين التحالفات والتكتالت إحدى السمات البارزة التي تسيطر على عملية تشكل السياسة اإلقليمية في الشرق األوسط، وكانت بشكل عام مقيدة ضمن إطار السياقات التاريخية والثقافية واالجتماعية الغنية ، وهو ما ســيؤدي إلى " الفضاءات المعرَّفة جغرافيًّا " في هذه المنطقة، في تعبير عن توسع نطاق هذا البعد الجغرافي من المنظور اإليراني ويؤدي إلى تفاقم الصراع في ). لقد أنتجت مدخالت البيئة اإلســتراتيجية في منطقة 33 ســاحات الفضاء اإلقليمي( الشــرق األوســط وتطوراتها المتعاقبة مجموعة من التحديات الجيوسياسية إليران، الســيما مع اتســاع حدة التنافس اإلقليمي والدولي في العراق بما يحمله في طياته مــن عناصر الحتواء إيران ونفوذها. وفي هذا الســياق، ظهرت التحركات األميركية والســعودية والتركية في الساحة العراقية لتمثل أهم المهددات للمصالح اإليرانية في .) 34 العراق( إن التحــدي الجوهــري الذي يواجه إيران على الصعيــد اإلقليمي هو نمط الصراع مع قوى منافسة؛ مما يعيق قدراتها عن إدامة التمدد واتساع النفوذ اإلقليمي، بل إن هذا األخير بات يأخذ في التراجع في منطقة الشــرق األوســط، في مقابل فئات من الخصوم أو المنافسين، يمكن تحديدهم بشكل عام في دول عربية أبرزها السعودية، إلى جانب تركيا وإسرائيل، فض ًل عن الواليات المتحدة، وهي القوة الدولية العظمى التي تخوض منافســة مع إيران على مســتوى اإلقليم وعلى صعد مختلفة. وتنخرط جميع هذه الدول ألســباب قد تكون مختلفة لكل منها في مواجهة جيوسياســية مع .) 35 إيران، يمكن أن نجد تجلياتها في دول مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان(
Made with FlippingBook Online newsletter