العدد 17 – فبراير/شباط 2023

| 140

التحديات، كونه يربط المشــرق العربي بشــمال إفريقيا. أضف إلى ذلك أنه يؤدي إلى اكتشــاف مســاحات جديدة من التعاون والمصالح المشــتركة من خالل تأكيد االلتزامــات وتعزيــز العالقة بينهم، وإيجاد معادلة سياســية جديدة في المنطقة، عبر .) 43 توظيف إمكانيات الدول الثالث من أجل تغيير المعادلة اإلقليمية لصالحه( ومن جانبها، فإن الواليات المتحدة تستمر طرفًا رئيسيًّا في أغلب التفاعالت السياسية واالقتصادية والعســكرية التي شــهدتها منطقة الشرق األوسط، لتكون مستعدة دائمًا وقادرة على التدخل لحماية المصالح األميركية خصوصًا في حماية أمن إســرائيل، وإمــدادات النفــط، وضمان االســتقرار اإلقليمــي، وحماية الحلفاء والشــركاء من .) 44 االعتداءات الخارجية في نطاق المجاالت المكانية المختلفة في المنطقة( ولهذا، يبدو أن هذه الترتيبات األميركية مســتمرة تجاه منطقة الشــرق األوســط ولم يطــرأ عليها تغيرات جوهرية بعد إعالن (واشــنطن) إضافة أهداف ومصالح جديدة ، " إستراتيجية التوجه شرقًا " الســتجالب المنفعة والتفوق العالمي في ظل ما سُمي بـ فمؤداهــا بالطبــع، ال يعني مطلقًا إلغاء ما ســبق على نحو مــا، وإنما إعادة ترتيب األولويات في ميدان منطقة الشــرق األوسط وفقًا لإلســتراتيجية األميركية، وإعطاء األولويــة للدبلوماســية وإقامة التحالفات والشــراكات الدولية وذلك بمنظور عملي .) 45 واقعي( وتبرز هنا إســتراتيجية الضغوط المصحوبة بالعقوبات بوصفها أحد أســس االحتواء التــي تعتمدها الواليات المتحدة كعقيدة مركزية في ســلوكها اإلســتراتيجي؛ حيث تتواصــل الضغــوط األميركية المفروضة على إيران التي تهدف في المقام األول إلى تصحيح ســلوكها في ســاحات الجذب الجيوسياســية المحورية في منطقة الشرق األوســط وتعديل مجال النفوذ الذي تتحكم فيه في الجوار اإلقليمي، وما ســيترتب على ذلك من مقاصد. وتهــدف هــذه الضغوط إلى تحصيل المناعة على نحو تلقائي من خالل إعادة تقييم الخيارات اإلستراتيجية التي تتحرك بموجبها إيران تجاه البيئة المحيطة بها، وخصوصًا ما يتعلق بنفوذها اإلقليمي في المجاالت الحيوية، ســواء في العراق وســوريا ولبنان .) 46 وغيرها من الفضاءات المكانية( وهكذا، بدأت إيران تدرك تأثير اإلشكاليات في سلوكها اإلقليمي، وهذا ما دل عليه

Made with FlippingBook Online newsletter