العدد 17 – فبراير/شباط 2023

151 |

مقدمة )، أجاب هنري 2022 ) اآلن (في 1 عن ســؤال حول قراره تأليف كتاب عن القيادة( قررت أن أكتب كتابًا عن القيادة ألنني قضيت حياتي جنبًا إلى جنب أفراد " كيسنجر: كانوا يحاولون تشكيل األحداث. لقد فعلت ذلك في ظل ظروف شديدة االضطراب. يجب تفســير األحداث وإعطاء التوجيه والمعنى الفني واإلســتراتيجي من قبل قيادة المجتمع. ولذا، اعتقدت أنه يمكن القيام بذلك بشــكل أفضل من خالل النظر إلى إدارات قادة معينين. اخترت هؤالء الستة ألنني أتيحت لي الفرصة لمراقبة كل منهم أثناء العمل والمشاركة في بعض أعمالهم -أحيانًا على مستوى السياسة ودائمًا على مستوى المناقشة-. بدا لي أنه إذا أراد المرء أن يفهم ما هو مطلوب لتشكيل األحداث التــي يواجههــا المجتمع بطريقة بنَّاءة أو مفيدة، فــإن كتابة توضيحية عن القادة هي ). هكذا يعطي كيسنجر للقيادة أهمية قصوى في األوقات 2 ( " طريقة جيدة لفهم ذلك القيادة هي األكثر أهمية خالل " السياسية المضطربة، كما يالحظ في مقدمة الكتاب أن فترات االنتقال، عندما تفقد القيم والمؤسســات أهميتها، وتكون الخطوط العريضة .) 3 ( " لمستقبل ذي قيمة موضع خالف )، يقدم عرَّاب السياسة الخارجية 4 بالفعل، في كتابه التحليلي هذا لستة زعماء وطنيين( ) تاريخًا طوي ًل لفن الحكم على المســتوى الدولي. ويرسم شخصية كل 5 األميركية( قائد من هؤالء الذين عرفهم عن قرب بحكم وظيفته الدولية وقربه من مركز القرار السياســي في البيت األبيض فيما يخص السياســة الخارجية األميركية؛ فيقدم ســيرة ذاتية مختصرة مركِّزًا على أهم المحطات لكل قائد من القادة الستة المختارين، مبرزًا التحديات الكبيرة التي واجهها. ثم يحلل نهجه القيادي واصفًا إياه وصفًا يميزه عن اآلخرين. وتبقى التســاؤالت المشــروعة التي توجه هذه القراءة، هي: إلى أي حد يمكن القول: إن كيسنجر نجح في إعطاء قرَّائه خصوصًا من القيادات العالمية وصفة لقيادة شــعوبها والعالم الحديث؟ وهل اختياره للقيادات الســت في كتابه كان يغلب عليه الطابع األيديولوجي الذي يتبرأ منه كيسنجر دائمًا أم أن هذا األخير ال يزال وفيًّا لمنهجه البراغماتي الصارم خدمة لمصالح الواليات المتحدة فقط؟

Made with FlippingBook Online newsletter