| 152
. ستة قادة وست إستارتيجيات 1 قبل أن يخوض في تفصيل كل شــخصية قيادية من القادة الســتة، يشير كيسنجر في القادة يفكرون ويعملــون عند تقاطع محورين: األول " مســتهل مقدمــة كتابه إلى أن .) 6 ( " بيــن الماضي والمســتقبل، والثاني بين القيم الثابتــة وطموحات من يقودونهم وهكذا يولي كيسنجر أهمية كبرى لدور القيادة السياسي جسرًا للتخلص من سلبيات الماضي، للعبور إلى المستقبل بأقل الخسائر. كما يولي أهمية كبرى للقيم الراسخة التي على القائد التشــبث بها بحثًا عن تحقيق طموحات شــعبه الذي يجب عليه أن يتعامل معه كمُعلِّم. بعد ذلك يعدِّد الكتاب بعض السمات المشتركة بين هؤالء الزعماء، الذين ورثوا أوطانًا تحــاول الصمــود والبقاء في عالم كان ال يزال يرزح تحت وطأة الحربين العالميتين وآثارهما المدمرة. فتحلَّت هذه القيادات بعدة صفات كقول الحقيقة رغم صعوبتها، والرؤية القوية، والشعور بالواقع، والجرأة، والعمل الحاسم، وعالقتهم القوية بالدين باستثناء لي كوان يو؛ الكاثوليكية بالنسبة ألديناور وديغول، وجمعية األصدقاء الدينية )، والمنهاجية 8 ) بالنســبة لنيكسون، واإلسالم السني بالنسبة للسادات( 7 (الكويكرز)( ) بالنسبة لتاتشر. وكل هذه السمات كانت نتيجة لتكوينهم في الظروف 9 (الميثودية)( المركزية " التــي فرضتها الحــرب العالمية األولى والثانية. كما يؤكد كيســنجر على جيمس ويلسن , ) لعالم السياسة األميركي 10 ، مســتعينًا بكتاب( " المطلقة للشــخصية الشــخصية " )؛ حيث يقول في هذا الســياق: إن 2012 - 1931 ( James Q . Wilson الجيــدة ال تضمــن النجاح العالمي أو االنتصار في فن الحكم، لكنها توفر أساسًــا ). وبالتالي، بالنسبة لهؤالء القادة الستة الذين تمتَّعوا 11 ( " راسخًا للنصر ومواساة الفشل بشجاعة غير عادية حسب كيسنجر، هناك صفات أصبحت مرتبطة بشخصياتهم وهي التي حددت تأثيرهم في األحداث السياسية الداخلية وأيضًا وخصوصًا على المستوى الدولي. وهكــذا ارتبطت صفات النزاهة والمثابرة بأديناور والعزم والرؤية التاريخية بديغول، وفهم الوضع الدولي المتشــابك والقوة في اتخاذ القرار بنيكسون، والسمو الروحي الذي أتاح لصاحبه صياغة الســ م بالســادات، وقوة الخيال في التأســيس لمجتمع جديد متعدد األعراق بيو، والمبادئ القيادية والمثابرة بتاتشر. " إستراتيجية التواضع " وهكذا بالنســبة لكونراد أديناور، فقد تبنى ما أســماه كيسنجر
Made with FlippingBook Online newsletter