| 156
تعانــي منه خصوصًا بعد الحــرب العالمية الثانية وإلقاء القنبلة الذرية األميركية على . 1945 مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، في أغسطس/آب أمــا التحديــات التي واجهها يو كسياســي فيمكن تلخيصها مع كيســنجر في إيجاد الســكن الالئق للمواطنين الســنغافوريين، ومحاربة الفساد الذي كان مستشريًا، وقبل هــذا وذاك، إيجاد أرضية للتعايش بين العرقيات المختلفة. بالنســبة للتحدي األول، تم اســتحداث مجلس جديد لإلســكان والتعمير، تكفل ببناء مشاريع سكنية شاهقة على مساحة ضخمة، بهدف منح جميع السنغافوريين إمكانية الحصول على مساكن ). وفيما يخص محاربة الفســاد، 25 الئقــة وفي حــدود المعقول بالنســبة لدخلهم( فــإن حكومة يو أصدرت قانون منع الفســاد، الذي فرض عقوبات صارمة على كل مستويات الحكومة. وسرعان ما أضحى الفساد في سنغافورة يعتبر تجاوزًا ضد العرف األخالقي للمجتمع، الذي أصبح مع يو يؤكد على التميز والجدارة والنزاهة والسلوك ). ثم تال بعد ذلك تحديث المجال العسكري والمجال االقتصادي، إلى 26 المشرف( أن أصبح اقتصاد سنغافورة من أهم االقتصادات العالمية رغم قلَّة مواردها الطبيعية. أما في السياســة الخارجية، فكسينجر يثمِّن موقف يو المدافع عن الواليات المتحدة كدولة لها دور رئيسي في الحفاظ على التوازن العالمي في مواجهة التهديد الروسي خالل الحرب الباردة، ولها أهمية حاسمة في الحفاظ على حالة توازن في آسيا بعد ). وهذا التوازن الذي طالب به يو الواليات المتحدة منذ 27 انهيار االتحاد السوفيتي( تسعينات القرن الماضي، يأخذ بعين االعتبار دور الصين المتعاظم والذي كان يو قد .) 28 ( 1973 تنبأ به منذ أما مارجريت تاتشر، فقد كان إلرادتها الحديدية دور مهم وحاسم في حرب الفوكالند . ويصف كيســنجر نهج رئيســة الوزراء البريطانية 1982 بين بريطانيا واألرجنتين، في . وقد عززت تاتشــر من Strategy of conviction " إســتراتيجية االقتناع " الســابقة بـ خالل هذه اإلستراتيجية مكانة المملكة المتحدة التي كانت قد فقدت نفوذها العالمي وتراجعــت مكانتها الدولية بعــد الحرب العالمية الثانية، التــي خرجت منها منهكة دولة واثقة من نفسها " ومفلســة، رغم انتصار الحلفاء. فأصبحت بريطانيا في عهدها ). وتتجلى إستراتيجية االقتناع لدى 29 ( " وشريكًا مهمًّا ألميركا أواخر الحرب الباردة تاتشر في أنها ظلت طوال مسيرتها السياسية مدافعة شرسة عن حرية السوق. وهناك
Made with FlippingBook Online newsletter