العدد 17 – فبراير/شباط 2023

| 14

تقوم به بدعم من الواليات المتحدة األميركية. ومن هذا المنطلق، تســعى الورقة إلى تقييم االتفاق الذي تم بين لبنان وإســرائيل بوســاطة أميركية لترســيم الحــدود البحرية بينهما، وهي تتألــف من مقدمة وخاتمة وخمســة أقسام رئيسية، يتطرق القســم األول إلى االعتبارات المنهجية للورقة، فيما يناقش القسم الثاني جغرافيا الصراع شرق البحر المتوسط، ويركز القسم الثالث على النزاع اللبناني-اإلسرائيلي على الحدود البحرية، فيما يناقش القسم الرابع نص االتفاق ، ويقوم القسم الخامس 2022 الذي تم بين الطرفين في أكتوبر/تشرين الثاني من العام ) لتقييم االتفاق لناحية نقاط القوة والضعف، باإلضافة SWOT بتقديم تحليل رباعي ( إلى الفرص التي يتيحها والتهديدات المحتملة التي يُشكلها. أواًلً: اعتباارت منهجية أ.الدارسات السابقة يُعتبر الصراع على ترســيم الحدود واســتغالل الثروات شــرق البحر المتوسط من المواضيــع التــي تعاني من شــح في التقييــم والنقاش والمعالجة على المســتوى األكاديمي. ولعل العدد المحدود من األبحاث العلمية المنشــورة في دوريات علمية مُحكمة ذات تصنيف عال يعد بمنزلة مؤشر قوي على ذلك. يعود السبب في ذلك -على األرجح- إلى طبيعة الموضوع، فهو معقد، ومتداخل االختصاصات (سياسي، دبلوماسي، قانوني، اقتصادي، أمني، جغرافي..إلخ)، ومتشابك المصالح (بين أكثر من طرفين)، وليس له أرضية مرجعية واحدة يُستند عليها أو يُرجع إليها، وهو ما يجعل التحليل صعبًا ومُجهدًا؛ إذ يتطلب البحث تعدد المهارات والتخصصات والخبرات، كما يتطلب متابعة جيدة لمســتويات التحليــل الثالث، المحلية واإلقليمية والدولية، وأن يكون الباحث على دراية في الحد األدنى باختصاصين فأكثر، وعلى اطالع بواقع ورؤية ووجهة نظر ومصالح دولتين على األقل من دول شــرق البحر المتوســط في ملف النزاع بينهما. معظم الدراسات السابقة عن الصراع شرق البحر المتوسط تتعلق بالخالف التركي- اليوناني، على اعتبار أنه األكبر حجمًا واألكثر تأثيرًا، عالوة على كونه األقدم عمليًّا واألكثر ارتباطًا بشكل وثيق بالوضع القبرصي كذلك. خالل األعوام الثالثة الماضية،

Made with FlippingBook Online newsletter