| 160
وحري بالقول هنا: إنه رغم براغماتيته األســطورية، فإن اختيارات كيسنجر للقيادات المدروسة في كتابه تبقى محكومة إلى حد بعيد بأيديولوجية الوالء للخيار السياسي األميركي. فقد تحاشــى الحديث عن زعماء كثيرين طبعوا القرن العشرين وأثَّروا في السياسة الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، وكان هو نفسه قريبًا منهم أو من محيطهم عبــر المفاوضات أو في إطار المفاوضات الصعبة التي كان يخوضها البيت األبيض مع زعماء المعسكر الشرقي في إطار الحرب الباردة، من أمثال رجل الدولة السوفيتي، )، أو مؤســس جمهورية الصين 1982 - 1906 ( Leonid Brezhnev ليونيد بريجنيف )، واللذان كان قريبًا منهما 1976 - 1893 ( Mao Zedong الشــعبية، ماو تســي تونغ ). وهذا التجاهل لمثل 41 في العديد من الملفات ومهتمًّا بآرائهما، مع زعماء آخرين( هذه الزعامات يمكن فهمه من خالل انحياز أيديولوجي واضح من طرف كيســنجر .) 42 للمعسكر الغربي، والذي ال يزال يدافع عنه إلى اآلن( من جهة أخرى، باإلمكان مالحظة تشــابه واضح بين كتاب كيســنجر األخير وكتاب ) الذي ألَّفه نيكسون في بداية الثمانينات من القرن الماضي. فهذا الكتاب 43 (قادة)( أيضًــا تضمن تقييمات لســتة قــادة من بينهم ديغول وأدينــاور، باإلضافة إلى رئيس )، والجنرال 1965 - 1874 ( Winston Churchill الوزراء البريطاني، ونستون تشرشل )، والسياســي 1964 - 1880 ( Douglas MacArthur األميركي، دوغالس ماك آرثر )، ورجل 1967 - 1878 ( Shigeru Yoshida والدبلوماســي الياباني، شيجيرو يوشيدا )، ورئيس 1971 - 1894 ( Nikita Khrushchev الدولة الســوفيتي، نيكيتا خروتشوف ). والكتابان اتبعا منهجًا 1976 - 1898 ( Zhou Enlai الــوزراء الصيني، تشــوان الي واحــدًا هو دراســة القيادة من خالل تقريب القارئ مــن رد فعل بعض القادة على التحديات التي واجهتهم وهم في مراكز القرار. لكن يبقى اختيار نيكسون لقادة من المعسكر الشرقي كخروتشوف وتشوان، أكثر ابتعادًا عن البعد األيديولوجي، خصوصًا .) 44 أن نيكسون يذكر محاسن هذين القائدين وبإعجاب في العديد من األحيان( خاتمة أو ما لم يذكره كيسنجر نعم، ولكن في المجال " عن سؤال مجلة تايم: هل يعتبر نفسه قائدًا؟ أجاب كيسنجر: الفكــري والمفاهيمي أكثر من مجال القيادة السياســية الفعليــة. حاولت أن أمتلك
Made with FlippingBook Online newsletter