| 162
كأحد القيادات التي يجب االقتداء بها، وفي نفس الوقت مطالبته بالعودة إلى تعليم إنســاني أوســع للقيادات، في غاية التناقض. فنيكســون كان مستعدًّا للكذب وإطالة الحروب، فقط للظفر بالمقعد الرئاسي، بل حتى المصالح األميركية لم تكن في ذهنه أثنــاء الحملة االنتخابيــة. إذا اعتبرنا أن الحرب األميركية في فيتنام لم تعد في ذلك الوقــت تخدم مصالــح الواليات المتحدة، حتى إن أبا النظرية الواقعية في العالقات )، انتقد بشــدة الواليات 1980 - 1904 ( Hans Morgenthau الدولية، هانز مورغنثاو .) 51 المتحدة في هذه الحرب وطالب بخروجها( من جهة أخرى، يضفي كيسنجر على تاتشر كل صفات القيادة العظيمة والناجحة. ولكن ولنفس األسباب التي تحدثنا عنها، ال يأتي على ذكر تأييد رئيسة الوزراء السابقة لنظام ) بالمنظمة 52 التمييز العنصري في جنوب إفريقيا، ووصْفها المؤتمر الوطني اإلفريقي( ). كما ال يأتي كيسنجر على 53 اإلرهابية، ولم تؤيد وضع حد لهذا النظام إال مكرهة( - 1915 ( Augusto Pinochet ذكر صداقتها مع الجنرال التشــيلي، أوغوستو بينوشيه )، الذي قام بقتل وتعذيب آالف المواطنين في بالده، والذي لعب دورًا مهمًّا 2006 .) 54 لصالح بريطانيا في حرب الفوكالند ضد األرجنتين( أما الجنرال ديغول، الذي يمجِّد كيسنجر نضاله ضد االحتالل األلماني، هو نفسه كان محت ّل للجزائر. بل وهو يتحدث عن الوجود الفرنسي في هذا البلد، ال يأتي على ذكر كمية المجازر التي قام بها الفرنسيون ضد الجزائريين، ومنها ما حدث في عهد ديغول ، التي 1961 أكتوبر/تشــرين األول 17 نفســه وبعلمه. فمث ًلً، ال يذكر مذبحة باريس، ). وبحسب األرشيفات التي رُفعت عنها السرية 55 راح ضحيتها عشرات الجزائريين( )، فإن 56 ( Mediapart من قبل ميديابــارت 2022 والتــي نُشــرت في يونيو/حزيران رئيس الدولة في ذلك الوقت، شــارل ديغول، عندما علم بالمجزرة عبَّر عن ســخطه ورغبته في إلقاء الضوء، لكن شيئًا لم يتم فالمسؤول المباشر، موريس بابون، باإلضافة إلى الوزراء المسؤولين بصفة غير مباشرة، ظلوا في مناصبهم ولم يُحاسَب أحد، رغم أن التقارير التي وصلت إلى مكتب ديغول، أشارت إلى أن العشرات قُتلوا غرقًا وخنقًا .) 57 باأليادي ورميًا بالرصاص( هذه األمثلة وغيرها تؤكد مســتخلصًا واحدًا، وهو أن كيســنجر في كتابه األخير ظل محكومًــا بدفاعه عن مصالح الواليات المتحدة وحلفائها، ومن خاللها يقرأ التاريخ
Made with FlippingBook Online newsletter