العدد 17 – فبراير/شباط 2023

175 |

مقدمة عملية " ، عما تسميه 2022 جاء إعالن موسكو، في الرابع والعشرين من فبراير من عام في أوكرانيا على إثر أزمات وصراعات عدّة امتدّت لسنوات طويلة " عسكرية خاصة في العاصمة كييف، 2013 بين البلدين. وكان ما يسمى (حركة الميدان األوروبي) عام ، قد أسهمت 2014 ثم الحرب في إقليم دونباس وضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام كلّها في تصاعد وتيرة التوترات وصوال إلى اندالع الحرب. لقد خطط الكرملين لحملة عسكرية محدودة وقصيرة في أوكرانيا تخرج منها روسيا منتصرة. لكن ما حدث كان فشــ ذريعا في بســط الســيطرة على العاصمة كييف وإســقاط نظــام الرئيس فولوديمير زيلينســكي، ونجح األوكرانيــون في الدفاع عن العاصمة، وتكبيد القوات الروسية خسائر جسيمة في ساحات المعارك وفي خطوط الدعم اللّوجستي. اعتمدت استراتيجية كييف الدفاعية على تجنب المعارك المباشرة الضخمة، واستنزاف قدرات الجيش الروســي حيثما أمكن، واالكتفــاء باالنخراط في قتال متالحم كلما أُتيحــت لهم فرص ذلك لكســب األرض، فكان لذلك تأثيــر كبير في دفع القوات الروسية بعيدا عن كييف، واستعادة مقاطعة خاركيف الشمالية الشرقية، وتحرير أجزاء من دونباس. ومع اســتمرار المعارك وما شهدته من تقلّبات على الميدان، فقد تغيّرت استراتيجية الطرفيــن على المســتويين الدفاعــي والهجومي. فكييف، المدعومــة بقوّة من قبل حلــف الناتو واالتحاد األوروبي، تلقّت من داعميها كميات من األســلحة المتنوّعة ومنظومــات دفاع جوّي متطوّرة وراكمت خبرات عســكرية متقدّمة، وحصل الجنود األوكرانيون على تدريبات عالية المستوى ومعلومات استخبارية دقيقة، مما ساعدهم في صد الهجمات الروسية. من ناحيتها، كانت موســكو، وما تزال، تغيّر من اســتراتيجياتها الهجومية والدفاعية، على حد سواء، بعد كل تطوّر على ميدان المعارك، وقد تغيرت التكتيكات العسكرية الروسية، من السعي للسيطرة السريعة والحاسمة على العاصمة، إلى التحصن الدفاعي

Made with FlippingBook Online newsletter