183 |
في أوكرانيا أو حسب آراء أخرى لتوريطها في الحرب. سريعا ما اتضح أن استنتاجات اإلدارة األمريكية، وفقا لما أتيح لها من معلومات اســتخباراتية، كان لها ما يبررها؛ فالزيادة في مســتوى القوات الروســية على الحدود األوكرانية لم تكن بهدف إجراء تدريبــات عســكرية روتينية كما قالت موســكو في حينه، بل كانــت مقدّمة لهجوم عســكري واســع النطاق لفرض الســيطرة الكاملة على أوكرانيا وإزاحة نظام كييف، بزعامة الرئيس األوكراني فولوديمير زيلينسكي وفريق حكومته. اقتضت استراتيجية الرئيس األمريكي جو بايدن، بعد اجتياح القوات الروسية أوكرانيا، عقد اتفاقات تفاهم بين الواليات المتحدة وجميع الجهات الدولية الفاعلة (أساســا مع الدول الغربية) من أجل إنشاء نظام عقوبات استثنائي إلى حد ما. ووجد التحرك األمريكي الســريع تجاوبا كبيرا من حلفاء واشــنطن، وعلى رأسهم دول حلف الناتو واالتحــاد األوروبي، وكانت النتيجــة تطبيقا فوريا للعقوبات األولية، ومن ثم زادت حزمات العقوبات الغربية على روســيا توســعا وشــمولية، رغم تحفظ بعض الدول على بعض بنود تلك العقوبات، وخاصة منها تلك المتعلقة بالنفط والغاز الروسيين، وبعض الســلع األخرى، مثل األسمدة الزراعية والمعادن. في هذا السياق، نذكّر بأن ألمانيا التي كانت قد بذلت جهودا مضنية وأمواال كبيرة في مشــروع الخط الشــمالي بادرت على الفور إلغالق الخط وتجميد االتفاقيات الســابقة " 2 نورث ســتريم " 2 مع روســيا، بل وانخرطت برلين أيضا في عملية دعم الجيش األوكراني باألســلحة المتنوّعة، ويبدو أن دبلوماســية الرئيس جو بايدن لعبت دورا كبيرا في هذا التحوّل ) 14 األلماني الكبير والسريع، وربما حتى المفاجئ. ( تلعب اإلدارة األمريكية، أيضا، دورا محوريا في حشــد الدعم العســكري ألوكرانيا، سواء من خالل تخصيص أموال لشراء المعدات أو عن طريق االستمرار في إرسال مختلف أنواع األســلحة الخفيفة منها والثقيلة. باإلضافة إلى ذلك، ال تخفي وســائل اإلعالم األمريكية الرسمية عمليات تبادل المعلومات والتقارير االستخباراتية المحدّثة يوميا بشأن سير العمليات القتالية وكشف إحداثيات القوات الروسية، وهو ما مكّن، ويمكّن القوات األوكرانية من شن هجمات مضادّة، وكانت تملك ميزة االستباق في كشف مواقع وتحركات العدوّ. تبدو قراءة الرئيس األمريكي للحرب في أوكرانيا بسيطة وواضحة إلى حد ما. فهو ال
Made with FlippingBook Online newsletter