| 184
يرى فيما يجري أنه مجرّد حرب بين دولتين جارتين، ولكنه يعكس صداما مباشرا بين ما يسميه بايدن األنظمة االستبدادية، من ناحية، والديمقراطيات، أو األنظمة الطامحة إلــى تبنّــي الديمقراطية، من ناحية أخرى. هذه الفكرة، التي يزعم بايدن الدفاع عنها باعتبارها عنصرا رئيسيا في سياسة حكومته الخارجية، هي التي تشّكل رؤيته للصراع الدائر حاليا في أوكرانيا. يبدو الهدف األمريكي، الذي حدده الرئيس بايدن، طموحا للغاية. ففي مقال نشــره هدف " كتب بايدن: 2022 في أواخر شهر يونيو/حزيران " نيويورك تايمز " في صحيفة أمريكا واضح ومباشــر؛ نريد أن نرى أوكرانيا ديمقراطية ومســتقلة، وذات ســيادة، " ومزدهرة لديها الوسائل للردع والدفاع عن نفسها ضد المزيد من العدوان. ترى واشنطن أن رسالة الرئيس بايدن تتسم بالوضوح الشديد، وهي مؤيدة ألوكرانيا ومؤيدة للحرية وليست معادية لروسيا، وهي أمر حيوي لتقوية التحالفات الضرورية ضد عدوان الكرملين الوحشي. لقد أوضح مقال الرئيس بايدن المنشور في صحيفة نيويورك، بشكل حيوي، مصالح أمريكا وأهدافها بعد أسابيع من النقاش العام الذي كان مثقــ بعــدم اليقين والقلق بشــأن نيات الواليات المتحدة وأســاليبها في ذلك الصراع، ومما قاله بايدن في مقاله إن استراتيجيته في إدارة الصراع األوكراني الروسي تقــدم نهجًا مباشــرًا وإيجابيًا -وهو النهج الذي يجــب أن تحافظ عليه ديمقراطيات العالم- لمواجهة هجوم روســيا ليس فقط ضد أوكرانيا، ولكن أيضًا على الســ م ). كما دعا بايدن لى ضرورة تعزيز شراكة 15 العالمي واالســتقرار وســيادة القانون ( الواليات المتحدة مع أوروبا. وورد في رسالة بايدن تلك أيضا دعوته لبناء المزيد من الشراكة بين الدول في إفريقيا وآسيا وأمريكا الالتينية، وهي الدول التي تردّدت، وما تزال، في االنخراط غير المشروط، في حملة العقوبات األمريكية على روسيا. وفي المقابل يتناقض هذا التصور اإليجابي لهدف الواليات المتحدة من دعم أوكرانيا، مع التّهم التي توجهها روسيا لواشنطن، وأبرزها محاولة األخيرة إضعاف موقع روسيا أو قوتها الجيواستراتيجية، واالنفراد بزعامة العالم. يفهم من تصرفات واشنطن أن هدفها الخفي العلني يتمثل في إضعاف القوة العسكرية الروســية، على األمد الطويل، بهدف منعها من تشــكيل تهديد لجيرانها. وبناء على تلــك األهداف، فإن التدخل الحازم في هذا الصراع لمناصرة أوكرانيا ودعمها القى
Made with FlippingBook Online newsletter