185 |
إجماعا نســبيا في الواليات المتحدة، ســواء بالنســبة للجمهوريين أو الديمقراطيين الداعمين ألوكرانيا. غير أن هذا اإلجماع النســبي ســيكون أمام تحدّي الصمود أمام التصدعــات الممكنــة مع مرور الوقت. فقد يتعرض هذا اإلجماع إما إلى التعب في مواجهة الجمود الذي قد يطرأ على حالة الحرب، أو بسبب توقّع خسارة األوكرانيين للحرب، أو بســبب ظهور خالفات مع بعض الدول األوروبية التي ترغب في إيجاد حل دبلوماســي ال عسكري، وهذا االحتمال األخير له مؤشرات قوية، رغم محاولة ظهور دول االتحاد األوروبي بمظهر الكتلة الموحّدة. إذن، وبنــاء على فلســفة الغــرب ورؤيته للحرب الروســية علــى أوكرانيا، حصل األوكرانيون على دعم أميركي ومن أعضاء الناتو، وأبرزهم فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وهو دعم ثمين للغاية مكّن أوكرانيا من الصمود لعام كامل في وجه اآللة العسكرية الروسية الضخمة. ومع اســتمرار الدعم الغربي، وتطوّره النوعــي والكمّي كما تعد به أمريكا وألمانيا، على وجه الخصوص، باإلضافة إلى الدعم السياســي غير المحدود (زيارات ميدانية داخل أوكرانيا لعدد من رؤساء ورؤساء حكومات ووزراء خارجية بلدان غربية مثل أمريكا وفرنســا وبولنــدا وكندا وألمانيا، وغيرهم)؛ فإن كل هذا الدعم، إذا اســتمر وتطوّر إلى حد مد أوكرانيا بأســلحة هجومية غربية وإقامة معســكرات تدريب تحت إشراف عناصر من حلف الناتو، من شأنه أن يقوّي توقّع تمكّن األوكرانيين، في نهاية المطاف، من طرد الروس بالفعل من المنطقة. لكن المشكلة في هذا التوقع، بالطبع، هي أنه من المستحيل حدوث تدخل مباشر أمريكي، أو من طرف تلك البلدان الغربية لسببين رئيسيين. األول هو أن أوكرانيا ليست حليفا في الناتو، وبالتالي ال يمكن طرح آلية دفاعية لتبرير التدخل العســكري المباشر بإرسال الجنود على األرض. والعامل الثاني، وهو األهم، هو الردع النووي الروسي. إذ منذ البداية، كانت موسكو واضحة وحاسمة بشأن التهديد باالنتقام النووي إلقناع الدول األوروبية والواليات المتحدة، بشــكل كاف، بأن تدخلها في الصراع لن يكون له ســوى رد واحد وهو المواجهة العســكرية المباشــرة. وقد كان تعبير الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، معبّرا عن )، وهو ما يمكن 16 ( " أوقفوا هذه الحرب دون شن حرب " هذا الموقف عندما قال: تفسيره على أن الواليات المتحدة األمريكية ودول الغرب، وحلف الناتو، ال يمكنها،
Made with FlippingBook Online newsletter