187 |
وهي القضية األهم في أوروبا كما كشــفته حرب روسيا على أوكرانيا. كان االهتمام والتركيز في السياســة الخارجية للواليات المتحدة حينها منصبين على منطقة آســيا والمحيط الهادئ لمواجهة نفوذ الصين المتنامي، وبناء محور اســتراتيجي جديد مع الحلفاء اآلسيويين. في توجّه غير مســبوق بالنســبة لواشــنطن منذ نهاية الحرب الباردة اليوم، وبســبب االســتمرار المقلق للحرب في أوكرانيا وضبابية ســيناريوهات الحل الممكن للنزاع، ، 2022 مارس/آذار 26 دشّــن خطاب الرئيس جو بايدن الذي ألقاه من وارســو في ) بدأت 18 مشــروع إعــادة تموضع الواليات المتحــدة كقوة مهيمنة في أوروبــا. ( واشــنطن، بعد خطاب بايدن تبدي التزاما أكثر صرامة وانفتاحا حول مشــاريع إعادة االســتثمار في القضايــا األمنية في أوروبا. وبالتالي، فإن هذا الحرب الروســية في أوكرانيــا تُلــزم الواليات المتحدة بأن تصبح جهة فاعلة ترافق األوروبيين في بناء ما ، وهو مشــروع ما يزال بعيد المنال في الوقت الحالي، وال " أوروبا الدفاعية " يُســمّى يبدو أنّه ســيلقى إجماعا وتوافقا أوروبيا في المســتقبل المنظور، رغم إلحاح الواقع ) 19 األمني الحالي. ( ومنــذ نهايــة الحرب الباردة، كان هناك دائما تناقض من جانب واشــنطن تجاه هذا المشــروع الدفاعي لمعرفة ما إذا كان ســيكون مستقال بالكامل أو مدمجا في حلف الناتــو. ومما زاد التناقض األمريكي رســوخا، حــول قضية األمن األوروبي، موقف الدول األوروبية البيّن تجاه هذه القضية. لكن الحرب الروسية في أوكرانيا، وما نتج عنها من تداعيات، أعادت انتباه الواليات المتحدة إلى أوروبا، وإن كان على المدى القصير، وســمحت لها باســتعادة دفّة قيادة االستراتيجية األمنية في القارة من جديد، خاصة وأن الرئيس جو بايدن يريد اقتفاء سياســات ســابقيه من الرؤساء األمريكيين الذيــن حكموا خــ ل حقبة الحرب الباردة، ولذلك يُنظــر إلى االنخراط األمريكي الحالي في أوروبا باعتباره قضية رئيســية في السياسة الخارجية األمريكية تهدف من ) 20 ( . " النظام الدولي " خالله إلى ضمان استقرار تواجــه واشــنطن اليوم تحديا جدّيا يتمثل فيما إذا كانــت عملية إعادة التموضع في القارة األوروبية ستشتّت االنتباه والتركيز على القضية األخرى، األكثر أهمية بالنسبة لها، وهي التهديد المباشــر الذي يمثله صعود الصين، والبنية األمنية في منطقة آســيا
Made with FlippingBook Online newsletter