العدد 17 – فبراير/شباط 2023

| 188

والمحيط الهادئ. يجادل بعض المحللين بأن للواليات المتحدة القدرة على الجمع بيــن االهتمــام بكلتا الجبهتين في نفس الوقت، خاصة إذا كان تعامل واشــنطن مع الوضع في أوكرانيا ناجعا وحاســما، ألن ذلك ســيعزّز مصداقية الواليات المتحدة فــي نظــر الصينيين، وبالتالي فإن انخراط واشــنطن في أوكرانيا ســيمثّل قطيعة مع ، الذي فســرته بكين حينها على أنه 2021 مســار االنســحاب من أفغانستان في عام مظهر آخر من مظاهر تراجع القوة األمريكية. وفي النهاية، قد يرســل هذا المســار األمريكي الجديد إشــارة قوية إلى أن الغرب، الذي كان يشــهد تراجعا مطّردا على الســاحة الدولية، ولم يكن أحد يريد الدفاع عنه، بات اليوم قادرا على التعبئة عندما يشعر بالتهديد الوشيك ألمنه واستقراره ورفاهيته. وبالتالي يمكن أن يعزز هذا موقف الواليات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ويطمئن حلفاءها، وكذلك يحذر بكين من التفكير في تبني سياسة هجومية، قد تكون غير مدروسة، لحل قضايا مثل ) 21 قضية تايوان. ( في انتظار اســتمرار تطورات األوضاع على جبهات القتال، وتسابق الطرفين الروسي واألوكراني نحو إعادة حســاباتهما التكتيكية وإعادة نشــر قواتهما على طول خطوط المواجهة الحالية، والمحتملة في المستقبل، يظل من السابق ألوانه ترجيح أي سيناريو سيكون األقرب لكيفية انتهاء الصراع، ولصالح من سيكون ذلك. السيناريوهات المختلفة لخروج مختلف الجهات الفاعلة من األزمة من الصعب اآلن تحديد الطرق المختلفة الممكنة للخروج من هذا الصراع في ظل اســتمراره، وتصاعد وتيرة الدعم الغربــي ألوكرانيا من ناحية، وما يقابله من إصرار روســيا علــى تحقيق أهدافهــا المعلنة في أوكرانيا، من ناحيــة أخرى، كما أن هناك عوامــل أخرى، داخلية وإقليمية ودولية، قد تغيّر المعادلة رأســا على عقب وتخرج عــن أي توقّــع محتمل. لكن، ومع ذلك، وبما لدينا اليوم من معطيات، يمكن تقديم أكثر السيناريوهات قربا من التحقّق. السيناريو األول: انتصار روسيا وتمكنها من فرض شروطها في أي محادثات للسالم، وهناك من يعتقد أن هذا الســيناريو واقعي تماما ومحتمل بقوة، وســيكون النتصار روســيا إذا ما حصل، أثمان باهظة على جميع األطراف، وأولهم أوكرانيا فضال عن

Made with FlippingBook Online newsletter