| 190
الروســي بالهزيمة، وهذا مســتبعد في الظرف الحالي، وال يمكن استبعاد احتمال أن تعتبر موسكو (النصر األوكراني) تهديدا وجوديا يوجب عليها استخدام السالح النووي حسب عقيدتها النووية، وحينها فإن العالم سيدخل في منعطف مختلف تماما يتجاوز الحرب في أوكرانيا بكثير. ولذلك، يبدو هذا السيناريو صعب التحقق، وإن كان ليس مستحيال، خاصة في ظل التقارير الروسية، والغربية أيضا، التي تتحدث عن وقوع أكثر ) 23 ألف قتيل على الطرفين. ( 100 من الســيناريو الثالــث الذي يبدو أكثــر احتماال، هو مأزق اســتمرار الصراع ومراوحته مكانه ألشهر، وربما لسنوات عديدة. وفي هذا السيناريو يرجّح أن يتواصل السجال العســكري بيــن الطرفين كرّا وفرّا، ونصرا وهزيمة جزئييــن يعقبهما تغيّر وتبدّل في الجهة الخاســرة. طبعا، قد يكون لدى روســيا طول النفــس في هذه الحرب، التي تعني لها الكثير، وتعني لبوتين ونظامه مسألة وجود وحياة. في هذا السيناريو سيمثّل اإلجهاد الغربي من االستمرار في دعم أوكرانيا، ال سيما بسبب الضغوط االقتصادية واألمنية والداخلية ســببا في تضاؤل الدعم الغربي وتصدّعه، وحتّى في حال صمد األمريكيون إال أن ضغوطهم على باقي البلدان الغربية قد ال تؤتي نتائجها المرجوة، على المدى المتوســط والطويل. وقد نرى بعض الجهات الفاعلة األوروبية تشــجع األوكرانيين على التفاوض والقبول بفقدان جزء من األراضي من أجل تحقيق السالم، الذي هو أيضا، في نهاية المطاف سالم ألوروبا بأكملها. الســيناريو الرابع: وهو حدوث تغير عنيف في أعلى هرم الســلطة، سواء في موسكو أم فــي كييف، مما من شــأنه أن يعطي بعــدا آخر للصراع قد ينتفي معه الدافع وراء الهجوم الروسي، أو خلف الفائدة المرجوة من الصمود األوكراني. يبدو هذا السيناريو مستبعدا، وإن كان ممكن التحقّق طبعا. فبوتين ما زال يحظى بشعبية داخل المجتمع الروسي، والوضع االقتصادي ما زال متماسكا رغم كل العقوبات األمريكية والغربية، وما تزال النخب األوليغارشية تدعم الرئيس الروسي، أو ربما ما تزال غير قادرة على معارضته علنا. أما في أوكرانيا، ورغم تأزم األوضاع على جميع المستويات، إال ان التقارير الصادرة من الداخل، إن صدقت، تفيد بأن الروح المعنوية لألوكرانيين عالية جدا، وأن دعمهم خالص للقيادة السياسية للبالد. وفي كلتا الحالتين ال يمكن الوثوق ) 24 بالتقارير الصادرة من داخل البلدين، على شحّها. (
Made with FlippingBook Online newsletter