العدد 17 – فبراير/شباط 2023

37 |

لبنان ترســيم حدوده البحرية من جانب واحد ينتهك مســاحة بحرية تابعة لها. بُعَيــد االتفاق اللبناني-اإلســرائيلي، تواصل الطرفان، اللبناني والســوري، لفتح ملف ترســيم الحدود البحرية، وقد اتفق الطرفان على تشــكيل وفود رســمية )، لكن لم يحصل أي تقدم في 31 لمتابعــة الموضوع دون الحاجة إلى وســيط( .) 32 هذا الملف بعد( 3 . قد يشــجع االتفاق دوًل أخرى على اعتماد نفس صيغة التفاوض لناحية وجود وســيط، أو حتى نفس صيغة االتفاق. هناك الكثير من نزاعات ترســيم الحدود شــرق المبحر المتوســط القائمة بسبب غياب آلية متفق عليها لحل النزاع، علمًا بأن الوســاطة هي اآللية األكثر سهولة ربما مقارنة باآلليات األخرى، وباإلمكان تطبيقهــا على حاالت مثل النــزاع بين تركيا واليونان، وهو النزاع األكبر واألكثر أهمية شــرق البحر المتوسط؛ حيث فشــل الطرفان حتى اآلن في حل خالفهما بســبب المطالب اليونانية المُبالغ فيها، والدعم الكامل والمُطلق وغير المشروط الذي تتمتع به اليونان من قبل االتحاد األوروبي وأميركا في كل الظروف؛ األمر الذي يُقوض من إمكانية التوصل إلى حل. 4 . بالنسبة إلى إسرائيل، االتفاق مع لبنان هو أكثر من مجرد اتفاق لترسيم الحدود؛ إذ تعتقد تل أبيب أنه بمنزلة اعتراف لبناني بها، اعتراف قد يفتح المجال واسعًا الحقًــا أمــام المزيد من الخطوات التي من الممكــن أن تفضي إلى درجة أكبر في العالقات من بينها باب ترسيم الحدود البرية الذي " تطبيع األمر الواقع " من تُــرك مفتوحًا بحكم االتفــاق الموقع. وإن كرر الجانــب اللبناني إنكاره وجود تطبيع، وشــدَّد على أن االتفاق ال يعني اعترافًا بإســرائيل أو تطبيعًا معها، إال أنه ال يمكن تجاهل حقيقة أن االتفاق يخلق مســاحة من المصلحة المشــتركة بين لبنان وإســرائيل والمرتبطة بالترسيم والتنقيب واالستخراج وربما الحقًا التصدير المشترك للغاز أو ربما العضوية المشتركة في نفس المنظمة المعنية. كما تتوقع إسرائيل أن يحقق االتفاق نوعًا من االستقرار مع لبنان ويحيد حزب الله ويخفف من اعتماد لبنان على إيران مســتقب ًلً. وفي هذا الســياق، فإن االتفاق قد يوســع مــن عملية التطبيع الجارية بين إســرائيل وعدد مــن األنظمة العربية، بحيث يتم إدماج إســرائيل في المنطقة ليس من الناحية السياســية فقط، وإنما من الناحية

Made with FlippingBook Online newsletter