| 50
أواًلً: الحدود ا ستعمارية وتداعياتها على الدول اإلفريقية من الحدود الدولية البرية التي تفصل بين دول القارة، يتجاوز 109 يوجد في إفريقيا ،) 1 ألف كيلومتر، لم يُرَســم منها ســوى الثلث تقريبًا( 170 طولها مجتمعة أكثر من وهي مشــكلة ال تزال مؤرقة حتى يومنا هذا وتزداد تعقيدًا، رغم أن الدول اإلفريقية ، الحفاظ على حدودها االستعمارية، تالفيًا 1964 المســتقلة حينها اختارت، في عام لحدوث صراعات واسعة النطاق حول األراضي. لقد أدى رسم القوى االستعمارية األوروبية للحدود السياسية في إفريقيا إلى تقسيم العديــد مــن األعراق عبر الدول اإلفريقية عند حصولها على االســتقالل. ورغم أن هذا التقســيم كان عشــوائيًّا في البداية، إال أن تلك القوى وقَّعت مئات المعاهدات واالتفاقيات الثنائية حول مجاالت النفوذ، الســيما في ســتينات القرن التاســع عشر عندما بدأ الفرنسيون والبريطانيون االستكشاف المنهجي لغرب إفريقيا. وبدوره، أثَّر هذا التقســيم العرقي على جوانب أخرى من التنمية االقتصادية والمؤسســية وعلى األداء االقتصادي طويل األمد في جميع أنحاء إفريقيا. كان لالســتعمار األوروبي، دون أدنى شــك، تأثير عميق على المجتمعات اإلفريقية المعاصرة، وربما قبل ذلك بكثير مع تجارة الرقيق في القرون التي ســبقت الحركة مليون إفريقي وبيعهم 20 اإلمبريالية حين قامت القوى األوروبية بتصدير ما يقرب من .) 2 عبيدًا في أسواق النخاسة( ويُظهــر التاريــخ اإلفريقي أن في الفتــرة ما بين نهاية تجارة الرقيــق وبداية الحكم االســتعماري، وقــع حدث كبيــر كان له تداعيات مؤلمة طويلة األمد، كما ســنرى 15 التي بــدأت بانعقاد مؤتمر برلين، في " التدافع نحو إفريقيا " الحقًــا، وهــو عملية .) 3 ( 1885 فبراير/شباط 26 ، والذي استمر انعقاده حتى 1884 نوفمبر/تشرين الثاني ولم تكتمل هذه العملية إال مطلع القرن العشرين، حين قسَّم األوروبيون إفريقيا إلى مناطق نفوذ ومحميات ومســتعمرات، ورسَّــموا حدودها في العواصم األوروبية في وقت كان األوروبيون بالكاد قد اســتقروا في إفريقيا ومعرفتهم بأحوالها وجغرافيتها السياسية محدودة للغاية، وبقيت تلك الحدود إلى يومنا هذا راسخة ملتهبة حتى بعد الحقبة االســتعمارية. ونتيجة لذلك، أصبح جزء كبير من الشــعوب اإلفريقية " انتهاء "
Made with FlippingBook Online newsletter