العدد 17 – فبراير/شباط 2023

51 |

)، ويُرجع عدد من الدارسين 4 ينتمي إلى مجموعات عرقية مقسمة بين دول مختلفة( هذا األمر ليس فقط إلى االستعمار في حد ذاته بل إلى التحديد غير المناسب لحدود .) 5 الدول المُستَعمَرة( الحدود اإلقليمية " ) إلى أن Jeffrey Herbst وقد خلص الباحث جيفري هيربست ( اكتسبت أهميتها ألول مرة في تاريخ إفريقيا [مع االستقالل]، ومثَّلت من نواح كثيرة .) 6 ( " الجزء األكثر أهمية بالنسبة للدولة االستعمارية ولقــد أفــرزت هــذه الحدود المصطنعــة صراعات عرقية، الســيما عقب تقســيم المجموعــات العرقيــة عبر الدول اإلفريقية حديثة النشــأة حينها. وفي هذا االتجاه، أن التقســيم العرقي أدى بدوره إلى Donald L . Horowitz يرى دونالد هورويتز (( بــروز النزعات الوحدوية وســاعد في خلق األيديولوجيــة االنفصالية والقومية عند هذه المجموعات العرقية المنقســمة، والتي غالبًا ما استُخدمت بشكل فعال من قبل الحكومــات لزعزعة اســتقرار البلدان المجاورة، مما مهد فــي نظره الطريق لظهور .) 7 التمييز بين األعراق المنقسمة في المجال السياسي واندالع الحروب العرقية( وفــي الوقــت الذي كان فيه مؤتمر برلين يرســم حدود إفريقيــا على الخريطة، فقد أصبح يرمز فعليًّا إلى التقسيم العرقي، ألنه أرسى المبادئ التي سيتم استخدامها بين األوروبيين لتقســيم القارة، وتمثل االعتبار الرئيســي في الحفاظ على الوضع الراهن الذي يمنع الصراع والتهافت بين األوروبيين حول القارة الغنية، الســيما أن ذكريات الحروب األوروبية في القرنين الثامن عشــر والتاســع عشر كانت ال تزال حية وقتها في وجدان القوى األوروبية. يســجل التاريخ إذن، أن القوى األوروبية قامت برســم الحدود بين البلدان اإلفريقية دون مراعاة للظروف المحلية لهذه البلدان، ولم يُدع القادة األفارقة ولم يُؤخذ برأيهم مؤتمر برلين، على " )، إلى أن Asiwaju حتى. وهنا يشير الباحث اإلفريقي، أسيواجو ( الرغم من أهميته لتاريخ إفريقيا الالحق، قد كان في األساس شأنًا أوروبيًّا، فلم يكن هناك تمثيل إفريقي، وكانت المصالح اإلفريقية على قدر أهميتها هامشــية تمامًا في مقابل المصالح االقتصادية واإلســتراتيجية والسياســية األساســية للقوى األوروبية .) 8 ( " المتفاوضة

Made with FlippingBook Online newsletter