العدد 17 – فبراير/شباط 2023

| 58

ثالثًا: الخالفات الحدودية لدول جنوب الصحارء تواجه تشــاد منذ بداية القرن الحادي والعشــرين تحديــات على طول حدودها مع الدول المجاورة السيما مع السودان والنيجر وجمهورية إفريقيا الوسطى؛ ففي أوائل ، تســبب االقتتال الدائر في منطقة دارفور بغرب الســودان في فرار آالف 2003 عام السودانيين إلى تشاد، الذين يصل عددهم حاليًّا، بحسب آخر اإلحصائيات، إلى أكثر )، وبسبب عدم تعاون حكومتي كل من السودان وتشاد فيما 41 ألف الجئ( 373 من يخــص وضع حد للميليشــيات المتمردة، قام االتحاد األوروبي، في أبريل/نيســان ، بنشــر قوة حفظ ســ م تابعة لالتحاد األوروبي لحماية الالجئين الفارين من 2008 تشــاد والســودان وجمهورية إفريقيا الوســطى في مناطق الصراع على طول الحدود )، ثم ما لبثت األمم المتحدة 42 بعــد تصويت البرلمان األوروبي على قرار بذلــك( أن قامت باســتبدال وحدة أكبر من قوات حفظ الســ م التابعة لها بهذه القوة، في .) 43 ( 2009 مارس/آذار ولعل السيناريو األسوأ الذي ربما ينتظر هذا البلد يكمن في بحيرة تشاد، التي تشترك في حدودها مع تشاد ثالث دول، هي: نيجيريا والنيجر والكاميرون، وقد تمكنت هذه الدول من تأسيس اتحاد سياسي يُدعى دول حوض بحيرة تشاد. ولكن هذه البحيرة بدًل من أن تكون نبعًا للحياة، باتت اآلن مصدرًا النعدام األمن والجريمة المنظمة، مما يزيد من زعزعة اســتقرار منطقة حوض البحيرة بأكملها، وهي التي تغذي أكثر مليون نسمة. 30 من يعيــش العديد من المجتمعــات في المناطق الحدودية الكبيرة المشــتركة بين دول حوض بحيرة تشاد، وتعرف اشتباكات ونزاعات دموية بين الفينة واألخرى بين قبائلها ومجموعاتهــا العرقية نتيجة التنافس علــى الموارد المائية للبحيرة؛ حيث تتركز هذه المجموعــات حول األنهار والجــداول التي توفر الرعي والمياه واألراضي الصالحة للزراعة. التدهور البيئي وســبل العيش " ، توصلت دراســة بعنوان 2020 وفــي أواخر العــام )، إلى نتيجتين رئيستين، هما: 44 ( " واستقرار منطقة حوض تشاد - أن بحيرة تشــاد أصبحت بحيرة ضحلة جدًّا بعد أن كانت في الســتينات سادس

Made with FlippingBook Online newsletter