العدد 17 – فبراير/شباط 2023

65 |

ولعل السبب الفعلي وراء فشل البرنامج هو الخالفات الحدودية الموروثة عن القوى االستعمارية فجر االستقالل، إضافة إلى أن الترسيم الكامل لحدود إفريقيا يبقى مهمة .) 71 مليون كيلومتر مربع( 30 شاقة، السيما أن مساحة القارة تبلغ وفي ضوء كل هذه التحديات، واصل االتحاد جهوده بشكل تدريجي يتلمس الطريق في إفريقيا، " سياسة الرعي " ، إطار 2011 نحو تأطير معضلة الحدود هذه، فأصدر، عام لكن هذه الجهود ســتتخذ منعطفًا جديدًا مع اعتماد اتفاقية االتحاد اإلفريقي بشــأن (وتُعرف اختصارًا باتفاقية نيامي)، والتي لم يوقع 2014 التعــاون العابر للحدود عام % من مجموع دول 30 دولــة، أي 55 دولة من أصل 17 عليهــا حتــى اليوم ســوى .) 72 دول تقريبًا( 7 االتحاد، ومن هذه الدول الموقِّعة لم تصادق على االتفاقية سوى وما هذه االتفاقية في الحقيقة إال امتداد لبرنامج االتحاد للحدود، والمادة التاســعة ) تعكس بالنص الصريح أن اإلطار المتحكم في آليات تنفيذ التعاون العابر 73 منهــا( للحدود يتمركز حول تنفيذ برنامج االتحاد للحدود. وتعكــس هذه االتفاقية ســعي االتحــاد إلى االنتقال بدوله بشــكل هادئ نحو أطر قانونية أكثر إلزامًا، تحفزهم على االنخراط الجدي في التوافق حول اإلقرار بالحدود الموروثة عن االســتعمار والتحديات الناجمة عنهــا، وتفتح لهم باب التعاون حول أمور أخرى متعلقة بالرعي والمياه واألنشطة االقتصادية والزراعية ومكافحة الجريمة واإلرهاب وغيرها. إســتراتيجية مــن أجل حوكمة متكاملة " ، ســيضع االتحاد اإلفريقي 2020 وفي عام ، اعتمدها رؤساء دول وحكومات االتحاد، وهي تأتي في إطار تنفيذ " أفضل للحدود برنامج الحدود، وصُممت الستخدام الحدود كأداة لتعزيز السالم واألمن واالستقرار عبر مبادئ توجيهية وتوصيات للتنســيق والتعاون بشــأن السياســات الحدودية على المستويات القارية واإلقليمية والوطنية. لم تكن هذه اإلســتراتيجية لترى النور وال لتُوضَع لوال دعم الحكومة األلمانية عبر وزارتها للخارجية التي وضعت األمر في تصرف المؤسسة األلمانية للتعاون الدولي )، ولذلك داللة قوية، فالدولة 74 كما يتضح من صفحة المعلومات في اإلستراتيجية( 137 األلمانية التي رعت مؤتمر برلين الذي قسَّم إفريقيا، كما رأينا سابقًا، تأتي بعد

Made with FlippingBook Online newsletter