| 66
عامًا لتســهم في معالجة البعض من آثار ذلك التقســيم االستعماري، وال تبدو هذه المحاولة مجدية من الناحية الواقعية في ضوء التداعيات الكبرى لمؤتمر برلين. من المؤســف حقًّا أن الــدول اإلفريقية تلجأ إلى محكمة العــدل الدولية ومحكمة التحكيم الدائمة في الهاي وال تســتطيع حل نزاعاتها الحدودية عبر آلياتها المحلية في الوقت الذي بات االتحاد اإلفريقي يتوفر على آليات مجدية للتعامل مع األزمات الناشــئة عــن الحدود كلجنة الحكماء، وأنظمة اإلنــذار المبكر لالتحاد والمجموعة االقتصادية لدول غرب إفريقيا. قضية تتعلق بالنزاعات 13 وقد بلغ عدد القضايا المقدمة إلى محكمة العدل الدولية قضية خالفية بين الدول اإلفريقية. وتبقى هذه 18 اإلقليميــة أو الحدوديــة من أصل المحاكــم متهمــة بكونها ال تمثــل إفريقيا وتعمد لتطبيق القانــون الدولي األوروبي المركزي بشكل يهدد مصالح الدول اإلفريقية، كما يوضح الباحث غبينغا أودونتان، .) 75 أستاذ القانون في جامعة كينت البريطانية( إن مسألة الحدود بين الدول اإلفريقية ليست مسألة بسيطة، بل مسألة مصيرية لمستقبل قارة ملغومة بالصراعات والنزاعات الخامدة، تتطلب وجود مؤسسات إفريقية مستقلة حاسمة وقرارتها ملزمة، لكن ذلك يكاد يكون مستحي ًل في ظل وجود الموارد الطبيعية التي تثير أطماع الكثير من القوى األجنبية. ومما زاد من تعقيد مسألة الحدود هذه هو أن ميثاق منظمة الوحدة اإلفريقية (االتحاد اإلفريقي حاليًّا) تبنَّى لحظة تأسيســها مبدأ الحفاظ على الحدود االستعمارية، وذلك بهدف الحفاظ قدر اإلمكان على اســتقرار القارة، مخافة أن يطالب كل بلد إفريقي بمراجعة حدوده قبل التقسيم االستعماري الغربي. وقد انعكس هذا المبدأ سلبًا على تعامل منظمة الوحدة اإلفريقية مع مسألة الحدود، فلم يرد ذكر احترام الحدود الدولية صراحة في ميثاق المنظمة، وإنما أرســى المبدأ )، كما أكدت المــادة الرابعة على مبدأ الحدود الموروثة 76 العــام لوحدة األراضي( .) 77 من االستعمار( عالوة على ذلك، يقوم نهج االتحاد في حاالت الخالف على ثالثة معايير أساسية، وفقًــا للباحــث فولتز، وهي: عدم التدخل في الشــؤون الداخليــة للدول اإلفريقية،
Made with FlippingBook Online newsletter