81 |
حولها بشــكل يكاد يصعب فصله، بدءًا من التاريخ القديم للبشــرية ما قبل الصناعة، عندمــا كانت الموارد بذاتها هي صُلب العملية اإلنتاجية بأدنى قيمة تحويلية مُضافة، وصو ًل إلى العالم الحديث؛ حيث ال تزال تحتفظ بمكانة مهمة، بالمساهمات النوعية للعناصر النادرة من ناحية، وبمصادر الطاقة جوهر القوة المحركة لإلنتاج الحديث من ناحية أخرى. وال تخرج حرب أوكرانيا كثيرًا عن هذا الســياق، لكن بالطبع بشــكل أكثر تعقيدًا، بما يتماشى والطابع األكثر تعقيدًا لعالمنا الحديث؛ حيث يتداخل االقتصادي الكمي المباشــر بالجيوبوليتيكي الكيفي غير المباشــر، وحيث تشوش الدعاية األيديولوجية والخطابــات الثقافية على الحقائق المادية للمصالــح والجوهر الحقيقي للصراعات األكثر عمقًا وإستراتيجية. وما تكشفه التجربة التاريخية هو أن الهيمنة اإلعالمية واأليديولوجية الغربية قد انتهت ، فما يصفه هو أزمة، بمعطياته " آالم البشرية هي آالم الغرب " بنا لوضع أصبحت معه الذاتية ووفقًا لحساباته ومصالحه الخاصة تمامًا، هو بالضرورة أزمة العالم كله، حتى عندما ال يعني بذلك اآلثار المتبادلة لألزمات في عالم فائق التشابك. في ســبعينات القرن الماضــي، التي حاول الغرب تصويرها على " أزمة طاقة " فــأول أنها الســبب األساســي لألزمة االقتصادية العالمية حينها، مُحم ًل العرب المسؤولية عنها، كانت هي نفسها وبحد ذاتها الفرصة التاريخية التي تحسنت معها أسعار النفط لمســتويات أكثر عدالــة، وفتحت معها آفاق النمو االقتصــادي والرخاء االجتماعي لدول الخليج العربي مثا ًلً، في حالة نادرة حينها من تحســن شــروط التبادل الدولي ، كانت للدول الكبرى 1974 ، عام " األزمة " لمــوارد بلدان العالم الثالث، فقبل هــذه لم يكن المســتورِدة والمستهلِكة الســيطرة المطلقة على أسواق النفط العالمية، فيما للدول المنتجة، رغم إنتاجها لمعظم النفط المتاح عالميًّا، أي تأثير عليها؛ ، بانخفاض المعروض عن المطلوب في " التقني " إذن أزمة بالمعنى " األزمة " فلم تكن ، باالختالف على تقييم حصة الموارد من عوائد " االجتماعي " األســواق، بل بالمعنى اإلنتاجية وهيكل تدفقاتها وتوزيعها النهائي، ما يثبته تعليق للدكتور محمد دويدار على إذا ما أُخذ الموقف في مجموعه، أي إذا نظرنا إلى " أزمة الســبعينات المذكورة بأنه احتياطي البترول في العالم وحالة التكنولوجيا ومعدالت اإلنتاج..، يمكن القول: إنه
Made with FlippingBook Online newsletter