| 92
.) 35 أسعار النفط والغاز، ال تتضرر منها الواليات المُتحدة؛ كونهما مُسعرين بعملتها( لهذا، يشــكِّل تزايد الثقل الروســي في أســواق الطاقة، بعد حد معين، قلقًا أميركيًّا أساســيًّا؛ فهى قوة عسكرية معتبرة، على األقل، للحد الذي يمنع إخضاعها لمنظومة الهيمنة، بل إن قوتها تلك مُتضافرة مع ثِقلها في أســواق الطاقة، وما يســتتبعه من عالقات وتعاون مصلحي طبيعي مع بقية أطراف تلك األســواق، يسهم في إضعاف كامل منظومة الهيمنة على تلك األســواق والموارد وديناميات تكوين أسعارها؛ لهذا يكون حتميًّا إضعاف ذلك الثقل ســوقيًّا، ومحاولة عزلها سياســيًّا بالجُملة، باعتبارها حلقة شــاذة في سلسلة الهيمنة، يحســن استبعادها لتعزيز قوة تلك السلسلة؛ فتكون مســاعي الســيطرة األميركية على نفط وســط آســيا والقوقاز كبديل مُحتمل مكلف )، وكذلك 36 بوصف زبيجنيو بريجينســكي( " البلقان األوراســي " ومحفوف بمخاطر ) كظاهرة ثقافية أو عِرقية أو أمنية المظهر، وســائل لتحقيق هذه 37 ( " الروســوفوبيا " الضــرورة اإلســتراتيجية، تجد منابعهــا الحقيقية في المصالــح االقتصادية والهيمنة السياسية لرأس المال األميركي. وإن كانت المُفارقة هنا هي أن هذا الحصار المُســتهدِف لروســيا، على كل خسائره الكبيرة قصيرة األجل، قد يكون أكثر ما يفيدها إستراتيجيًّا؛ فهى لم تجن تطورًا كيفيًّا حقيقيًّا من اندماجها في الســوق العالمية، بل مجرد أموال ونفوذ ثبت كون أغلبهما قابــ للتبخــر بمجرد انقــ ب المُمول الغربي عليهما عنــد أول خالف، أو بمجرد قراره أن روسيا قد تجاوزت الحد المسموح لها، فض ًل عن اآلثار السلبية لـ(لمرض الهولندي) الذي أدام خراب الصناعة المحلية الروسية، رغم توافر اإلمكانات البشرية والقاعدة التكنولوجية التاريخية النطالقها؛ ما قد يجعل من هذا الحصار فرصة لروسيا إلعادة النظر في سياستها االقتصادية مُفرطة االعتماد على صادرات الموارد والطاقة؛ بحيث تعيد وضعها ضمن وفي خدمة إســتراتيجية تصنيع شــاملة؛ ما ستكون نتيجته تغيًار كامًل سياستها الطاقوية بالتأكيد. جيوبوليتيك الطاقة والحرب: الموقف الطاقوي وحرب أوكارنيا في ضوء التحو ت الجيوبوليتيكية الكبرى يعطينا ما سبق خلفية عن بعض دوافع إشعال الحرب األوكرانية، فمعارضة الواليات المتحدة لتعميق عالقات الطاقة ما بين روســيا وأوروبا الغربية أشــهر من أن تتطلب
Made with FlippingBook Online newsletter