العدد 17 – فبراير/شباط 2023

95 |

ويضيف التقرير المذكور أن األزمة الحالية ستتضمن انعكاسات متناقضة على التحول ،) 44 الطاقــوي إلى مصادر الطاقة المتجددة بدي ًل مُحتم ًل للتخفيف من حدة األزمة( فمن جهة يؤدي ارتفاع أســعار الوقود األحفوري، باعتبارات االقتصاد البحت، إلى رفع كفاءة استخدامه وتقليص االعتماد عليه في األجل الطويل، لكنه من جهة أخرى، ســيدفع، باعتبارات االقتصاد السياسي، مُجسدة في ضرورات أمن الطاقة واالستقرار االجتماعي قصيرة األجل، لتعزيز االســتثمارات في اســتخدامات ذلك الوقود وبنيته التحتية؛ ما يعزز من وضعه إستراتيجيًّا؛ ويباطئ على األرجح من وتيرة ذلك التحول. آفاق الموقف العربي ومنظمة أوبك بلس بعد حرب أوكارنيا يعمــل هذا االنقســام، وضمن االتجــاه التاريخي األكبر لزيــادة الطلب الكلي على الطاقة، مع زيادة السكان واالحتياجات التقنية عمومًا ومن القوى االقتصادية الصاعدة الجديدة خصوصًا، على تحسين الموقف التفاوضي والثقل السياسي للدول المُنتجة لمصــادر الوقــود األحفوري للعقدين القادمين، ويعيد توزيع جزء من الثروة العالمية )، ما لم تحدث طفرة تكنولوجية كبيرة ترفع من 45 من مُستهلكي الطاقة إلى مُنتجيها( كفاءة اســتخدام الطاقة األحفورية بشكل معتبر، أو تسرِّع من وتيرة االنتقال الطاقوي باتجاه اســتخدام الطاقات المُتجددة؛ بشــكل يضعف الطلــب الكلي على المصادر التقليديــة، وهــو األمر الوارد نظريًّا من منظور تقني بحت، لكن غير المُرجح نجاحه سريعًا من منظور اقتصاديات الطاقة، أي انخفاض تكلفة أنواع الطاقة الجديدة سريعًا للحد الذي يجعلها أكثر اقتصادية من نظيرتها للطاقة التقليدية على مســتوى العالم، بما فيه الدول الفقيرة والمتخلفة خصوصًا؛ األمر الذي يتعارض منطقيًّا مع التكاليف المرتفعة ألية تكنولوجيا جديدة. يعزز هذا الموقف العربي، وموقف منظمة أوبك بلس، إستراتيجيًّا، ظهور معسكرين متنافســين على موارد الطاقة؛ بشكل يدفع بالعالم إلى مزيد من إعادة توزيع المواقع وتحسن توازن القوى؛ بشكل يعطي مزيدًا من المساحة للمناورة واالستقالل ما بين المعسكرين، وبناء العالقات على أسس المصالح المشتركة الحقيقية، وليس باتفاقات ؛ ما ينعكس بمُجمله على " عهود اإلذعان وشــراء األمان " تعاون إســتراتيجي أقرب لـ قدرة المنطقة والمنظمة على فرض شروطها في األسواق الدولية والمحافل الدولية،

Made with FlippingBook Online newsletter