العدد21

| 100

لـ(طوفان األقصى) والحرب على غزة التي ســتغير في ديناميات السياســة اإلقليمية بشكل إستراتيجي. فشل الردع اإلسرائيلي نظرًا لطبيعة المشــروع الصهيوني االستيطاني اإلح لي، لعب األمن دورًا مركزيًا في السياسة اإلسرائيلية، فالصهاينة يعرفون منذ البداية أن هذه األرض التي تم االستي ء كما ذهبت " األرض من دون شــعب لشــعب مــن دون أرض " عليها لم تكن تلك إليــه الدعاية الصهيونية مطلع القــرن الماضي. وأدرك الصهاينة أن أصحاب األرض ســيقاومون الغرباء المحتلين، لكنهم قرروا تجاهل هذا الســؤال في البدايات خوفًا من إحباط المرشحين للهجرة إلى فلسطين. فاألمن قيمة مركزية بالنسبة لهم وشكَل المنظور الذي يحدد سياســتهم الخارجية تجاه العرب بشكل عام والفلسطينيين على وجه الخصوص. بنت إســرائيل نظريتها األمنية منذ إقامتها على نظرية الردع اإلســتراتيجي التي تُعد الركيزة الرئيســية لسياســتها األمنية التــي وضعها رئيس وزرائهــا األول، ديفيد بن غوريون، وتنص على أن مصالح إسرائيل في األمن والبقاء تتحقق من خ ل إظهار القوة وتوظيفها بشــكل يقنع العرب باســتحالة هزيمة إسرائيل وأن كلفة الحرب مع إسرائيل ستكون كارثية للطرف العربي. فنظرية الردع هي المركب األهم في العقيدة األمنية إلســرائيل التي أيقن قادتها أنهم يعيشــون في بيئة لن تقبل بهم، لذلك هدفت إلــى تحقيــق نوعين من الردع: الردع بالمنع (أي منع العرب من مجرد التفكير جديًا في شن حرب معها، وهذا فشل في أكثر من مرة وطوفان األقصى هو التجلي األبرز لهذا الفشــل)، والردع بالعقاب من خ ل توظيف القوة العسكرية بشكل كبير، وهي - 1880 فكرة تعكس تفكير األب الروحي للصهيونية التنقيحية، زئيف جابوتنســكي ( ). وقد 9 )، الــذي جاء على شــكل أطروحة حملت عنــوان الجدار الحديدي( 1940 جادل جابوتنســكي بأن العرب لن يتخلوا عن أرضهم للغرباء وعليه سيكون الصراع معهم حتميًا؛ األمر الذي يتطلب تشييد جدار حديدي يستند إلى بناء قوة ردع عسكرية كافيــة لجعــل اليأس يدب في قلوب العرب حول إمكانية تحقيق النصر، عندها فقط ســيقبل العرب بالصهيونية ويقدمون تنازالت مهمة في هذا الســياق بعد أن يستنبطوا .) 10 فكرة أن المقاومة العسكرية لن تجدي نفعًا وأن األفضل لهم قبول الوضع القائم(

Made with FlippingBook Online newsletter