العدد21

| 102

ومن أجل مواجهة هذه التهديدات غير التقليدية، ارتفع الردع إلى الصدارة في سياسة األمن اإلسرائيلية، بهدف منع التنظيمات المسلحة من تنفيذ هجمات تتطلب استجابة واسعة النطاق من قبل الجيش اإلسرائيلي. وأي نظرة فاحصة لسجل حروب إسرائيل ضد حماس وحزب الله تكشــف عن فشــل إســرائيل في مسألتين: أو ًلا : لم تتمكن إســرائيل من تحقيق انتصار إســتراتيجي ضد حزب الله أو حماس، وثانيًا: لم تنجح إســرائيل لغاية اآلن في إيجاد وســيلة لردع حماس من القيام بأعمال عسكرية وشن هجمات مميتة على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين األول. في يوم الطوفان لتعكس مستوى إحساس " في حرب " وجاء تصريح نتنياهو بأن ب ده اإلسرائيليين بانهيار نظرية الردع التي تهاوت فجأة بعد أن اعتقد نتنياهو بأن حماس في حالة ردع عميقة. لذلك أعلنت الحكومة اإلسرائيلية مباشرة التعبئة العامة واستدعاء في محاولة بائسة الستعادة الردع وترميم " وحدة وطنية " االحتياط وتشــكيل حكومة صورة إســرائيل التي كان قادتها يصرون على أن جيشــهم ال يُقهر األمر الذي تحول إلى وهم تحت ضربات السابع من أكتوبر/تشرين األول. فالهجوم المفاجئ الناجح الذي نفذته حماس ضد إسرائيل أفضى إلى ت شي الردع اإلسرائيلي. فتكوَن انطباع بهشاشة إسرائيل وأن قوتها مبالغ بها ما يشجع على استهدافها. وبناء على ذلك، فإنه من الضروري إلســرائيل أن تســتعيد الردع. هذه هي رسالة الحكومة اإلسرائيلية من اليــوم األول. لذلــك تحاول بكل ما أوتيت من قوة تدمير أكبر جزء ممكن من قطاع غزة الستعادة قوة الردع من خ ل فرض عقوبة ثقيلة على حماس وهذا يفسر الحملة .) 11 البرية بهدف قطع رأس القيادة السياسية والعسكرية لحماس( المعركة بين " وكما أســلفنا، أطاح هجوم السابع من أكتوبر/تشرين األول بما يسمى إذ انتقلت إســرائيل إلى مفهوم الحســم العسكري واستئصال التهديد من " الحروب جذوره، وهو أمر لم ينجح ميدانيًا لغاية كتابة ســطور هذه الدراســة، فباتت إسرائيل تواجــه تهديــدات من جنوب لبنــان، وأخيرًا مــن الجنوب بعد أن قــام الحوثيون باســتهداف األمن البحري في البحر األحمر. وال يمكن االســتهانة بالتهديد الحوثي ا عســكريًا من قبل الواليات المتحدة وبريطانيا. وعليه، فقد األمر الذي تطلب تدخاًل تحولت إسرائيل من قوة يخشاها الجميع إلى قوة عسكرية قابلة للهزيمة وال يخشاها الجيــران وســيكون لهذا التطور أبعاد ال يمكن تصورها فــي قادم األيام. باختصار،

Made with FlippingBook Online newsletter