العدد21

103 |

خسرت إسرائيل معركة استعادة الردع، فكل محاوالت التدمير الممنهجة لقطاع غزة والتي وصلت حد رفع قضية ضدها في محكمة العدل الدولية بتهمة اإلبادة الجماعية لم تصنع الفارق ولم تجبر حماس على االســتس م ولم تســهم في تحقيق إسرائيل ألهداف الحرب المعلنة ولم تســهم في تهجير الفلســطينيين خارج القطاع ولم تقنع ). وعلى األرجح ســيكون لهذه 12 الرأي العام العربي بأن إســرائيل هي قوة ال تهزم( الحرب انعكاســات كبيرة جدًا على انطباع العرب عن الردع اإلســرائيلي ولن يشكل اندالع حرب أخرى يشنها طرف عربي ضد إسرائيل أمرًا مفاجئًا بعد أن بانت عورة القوة اإلســرائيلية التي لم تعد مقنعة للخصوم وربما حتى للحلفاء وبخاصة بعد أن هبَت الواليات المتحدة إلى نجدتها عسكريًا منذ اللحظة األولى. ويبقى السؤال برسم اإلجابة يتعلق باليوم التالي لحرب غزة: هل ما زال بعض العرب مقتنعيــن بالقوة اإلســرائيلية والتحالف معها والدخول فــي اتفاقات تطبيع لمواجهة التهديد اإليراني بعد أن ظهر للعيان حدود القوة اإلسرائيلية وعدم قدرتها على الحسم العسكري أمام تنظيم محاصَر بإمكانات محدودة؟ التطبيع وطوفان األقصى بــدأت موجة التطبيع بين إســرائيل وعدد من الدول العربيــة بعد أن توصلت مصر مدشــنة بذلك 1979 إلى اتفاق س م مع إســرائيل في شــهر مارس/آذار من العام مســارًا أفضى إلى توقيع اتفاقية أوســلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في واتفاقية وادي عربة بين األردن وإسرائيل في أكتوبر/ 1993 سبتمبر/أيلول من العام . وحتى ســوريا كانت قاب قوسين أو أدنى من توقيع 1994 تشــرين األول من العام اتفــاق س م لوال اغتيال رابين وعودة اليمين اإلســرائيلي للحكم. وعلى الرغم من شيوع مناخ إيجابي في النصف األول من التسعينات كان يمكن أن يفضي إلى عملية تطبيع أوسع، إال أن انقالًبًا سياسيًا داخل إسرائيل أوصل حزب الليكود للحكم برئاسة نتنياهو والذي عمل ما بوســعه لتقويض مسار الس م، فالس م من وجهة نظره يعني .) 13 التي آمن بها نتنياهو وما زال( " إسرائيل الكبرى " نهاية أح م الصهاينة بما يسمى ، وأصبح صنع الس م 2000 تعطل مسار التطبيع بعد اندالع انتفاضة األقصى في العام ا من الناحية السياســية نظرًا النزياح المجتمع اإلسرائيلي مع إســرائيل أمرًا مســتحياًل

Made with FlippingBook Online newsletter