العدد21

| 112

األصول األميركية واإلسرائيلية في حال تعرض إيران لهجوم على برنامجها النووي. وحتى هذه اللحظة، تسير طهران على حبل مشدود، فهي من جانب تشجع حلفائها على تصعيد هجماتهم على إســرائيل والواليات المتحدة بطريقة محسوبة بدقة لكن بحذر وبحسابات ال تُدخلها في السيناريو الثاني. دول الطوق (مصر، األردن، لبنان) ما من شك، شكَل طوفان األقصى والعدوان اإلسرائيل على غزة تحديًا كبيرًا لكل من مصر واألردن ولبنان على وجه التحديد. وخشيت مصر واألردن من سيناريو التهجير بعد أن انطلقت تصريحات إسرائيلية تطلب من الفلسطينيين الخروج من قطاع غزة، ). وبالفعل، 25 فتاريخ الحروب مع إسرائيل شهد موجات تهجير وتطهير عرقي موثقة( كانت هناك تصريحات من قبل مســؤولين إســرائيليين حاليين وســابقين تفيد بأنهم يرغبون بطرد الســكان، وهي تصريحات تزامنت مع مطالب أميركية وأوروبية بفتح معبر فتح. وقفت مصر بقوة ضد هذه الدعوات وأكدت لشــركائها اإلقليميين والدوليين أنها ال تريد أن تكون المكان الذي ينشــده المهجَرون من الفلســطينيين ألسباب براغماتية. التي تبعت 1948 فالقاهــرة أكثــر من غيرها تعــرف جيدًا ما حدث في حرب عــام اإلع ن عن قيام دولة إســرائيل، عندما تم طرد كثير من الفلسطينيين الذين يشكلون ســكان غزة اليوم وأس فهم ولم تسمح إسرائيل لهم بالعودة. وقد أشار الرئيس عبد تصفية القضية الفلســطينية دون حل عادل لن يحدث. وفي " الفتاح السيســي إلى أن . في تمسكها بهذا الموقف، تتمتع " كل األحوال، لن يحدث أبدًا على حساب مصر القاهرة بدعم عواصم عربية أخرى والشعب المصري. لمصر مخاوف أمنية بالدرجة األولى تتعلق بسيناء إذ يتصدى الجيش المصري لخ يا جهاديــة، وفي حال تدفق الجئين إلى ســيناء فإنه مــن المتوقع أن تقوم مجموعات فلســطينية جهاديــة بهجمــات على أهداف إســرائيلية من قلب ســيناء؛ األمر الذي سيســتدعي ردّا من إســرائيل يزعزع اســتقرار ع قاتها مع مصر. ويمكن للتداعيات اإلنســانية أن تكون خطيرة؛ ذلك ألن أعدادًا كبيرة من ســكان شمال سيناء كانوا هم أنفســهم قد هُجِروا منذ ســنوات بســبب حملة على المتمردين. لذلك يمكن لتدفق

Made with FlippingBook Online newsletter