العدد21

113 |

الفلسطينيين أن يفرض ضغوطًا على البنية التحتية المحلية والموارد المتاحة ما يطرح تحديــات كبيرة من حيث اســتيعابهم في جميع أنحــاء مصر، وربما يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار الب د بأسرها. باختصار، فإن مصر ال تريد أن تُجر إلى صراع إسرائيل مع الفلسطينيين. ال يختلف الموقف األردني عن المصري من حيث معارضة فكرة تهجير الفلسطينيين خارج ب دهم. فالحرب والتصريحات الرسمية وغير الرسمية الصادرة عن اإلسرائيليين أثارت أيضًا تكهنات برغبة إســرائيل في تهجير ســكان قطاع غزة الفلسطينيين وأيضًا مخاوف عمرها عقود من أنها تخطط أيضًا لطرد فلسطينيي الضفة الغربية إلى األردن. لهذا السبب، اعتبر الملك عبد الله الثاني، التهجير خطًا أحمر وبمنزلة إع ن حرب. فالحديث عن الوطن البديل ارتفع منسوبه أثناء األزمة على اعتبار أن إسرائيل تبحث ). وضع األردن سيعتمد بشكل 26 عن حل معضلتها الديمغرافية على حساب األردن( كبير على الطريقة التي تنتهي بها هذه الحرب، ففي حال نجحت إسرائيل ورضخت مصــر لمنطــق التهجير عندها ســيكون األردن على موعد مــع مواجهة مؤجلة مع إسرائيل. لكن في حال تمكن الرئيس بايدن من إط ق مسار سلمي سيكون لألردن -الذي يعاني من انكشاف إستراتيجي- دور كبير في هذا المسار. في لبنان، يبدو الوضع أكثر ســخونة نظرًا النخراط حزب الله في اشــتباك مســتمر مع إســرائيل منذ بداية الحرب، فحزب اللــه -الذي يعد أحد أذرع إيران القوية في المنطقة- ال يُخضع ترسانته الهائلة للحكومة اللبنانية ويقرر بمفرده متى شاء توظيفها داخليًا وخارجيًا. ومع أن القوى اللبنانية األخرى تريد النأي بلبنان عما يجري إال أنها عاجزة عن فرض موقفها ورؤيتها على حزب الله الذي بدوره ال يريد االنزالق إلى حرب مع إسرائيل حتى ال يتوسع الصراع وال تنخرط فيه الواليات المتحدة. وعدم الرغبة في االنخراط بحرب مفتوحة مع اإلســرائيليين -أي فتح جبهة ثانية- هو أمر واضح وجاء على لســان األمين العام للحزب، حســن نصر الله. والحزب يعد نفسه جزءًا من محور المقاومة الذي تنتمي له حركة حماس. وهذا المحور هو عبارة عن تحالف من القوى الفاعلة المكونة من دول وكيانات من غير الدول، يعارض إسرائيل والواليات المتحدة، ويشــمل أيضًا إيران، وســوريا، والحوثيين في اليمن وعددًا من المجموعات المتشددة الناشطة في العراق وسوريا.

Made with FlippingBook Online newsletter