العدد21

| 116

تنهي الحروب وتجلب الس م بل ستكون معركة ضمن سلسلة ال يمكن التنبؤ بموعد اندالعها مرة أخرى. لذلك لن تشــهد المنطقة اســتقرارًا وستبقى القضية الفلسطينية المحرك الرئيسي لمشاعر الرأي العام العربي والفلسطيني. خاتمة حاولت هذه الدراسة التطرق بشكل عام إلى التداعيات الجيوسياسية لطوفان األقصى بشكل المس الثيمات الرئيسية التي تشكل جوهر السياسة اإلقليمية والتدافع الخارجي علــى التأثيــر ومناطق النفــوذ. عمليًا، لم يكن ممكنًا تغطيــة تأثير الحرب على كل ا لتأثير الحرب على الموقع الجيوسياسي لكل من ال عبين، فلم تتطرق الدراسة مثاًل سوريا وتركيا على أهمية البلدين. يتضــح من التحليل الســابق في هذا الدراســة أنه على الرغم مــن نجاح الواليات المتحــدة في تحديد نطاق الحرب وحصرها بشــكل رئيســي فــي غزة، إال أن تأثير الحــرب الجيوسياســي هو كبير جدًا. ومن أهم التداعيات وقــف قطار التطبيع بين إســرائيل والمملكة العربية الســعودية. وبهذا، شــكَل طوفان األقصى ضربة قاصمة لمقولة اليمين اإلســرائيلي بأنه بإمكان إســرائيل التطبيع مع العرب وإبقاء االحت ل. وبكل تأكيد ســتكون إســرائيل من أكثر الخاسرين نظرًا للتكلفة الباهظة للحرب التي لم تحقق أهدافها وفشــل إســرائيل في استعادة قوة الردع، فإسرائيل تحولت إلى قوة ال يخشــاها وال يحترمها أحد في اإلقليم. مقابل هذا التراجع ســيكون هناك صعود إليران التي جنت مكاسب كبيرة من هذه الحرب أهمها أنها ثبَتت نفوذها على حساب خصومها وبذلك ترســل برســالة واضحة مفادها أن العبث مع إيران سيكون مكلفًا بشكل ال يمكن تصوره. التحول الجيوبسياسي اآلخر يتمثل في استمرار تراجع الواليات المتحدة في المنطقة مع بروز العبين إقليميين واختراقات صينية باتت بارزة مع الحرب. فانحياز الواليات المتحــدة لطرف لم يحقق االنتصار وارتكب مجازر ومتهم باإلبادة الجماعية ضرب مصداقية واشنطن التي مارست معايير مزدوجة تسهم بشكل كبير في انتشار المشاعر المعادية لها. لذلك، فأبرز ضحايا الحرب هو الجهود األميركية إليجاد منظومة إقليمية تندمج فيها إسرائيل ترى في إيران مصدرًا للتهديد.

Made with FlippingBook Online newsletter