العدد21

123 |

مقدمة أعاد الرئيس الروســي، ف ديمير بوتين، بعد وصوله إلى الســلطة، تشكيل مرتكزات القوة اإلستراتيجية لروسيا االتحادية؛ حيث شهدت الساحة الروسية منذ ذلك الحين تطورات على الصعد كافة، المحلية واإلقليمية والدولية وأبرزها تعزيز حصة روســيا من صادرات الطاقة إلى األســواق العالمية خاصة األســواق األوروبية. فقد أسهمت صادرات الطاقة في تعزيز االســتقرار االقتصادي واالســتقرار السياسي واالجتماعي الداخلي بعد ســنوات من الضعف والتراجع. كذلك أســهمت صادرات الطاقة في زيادة التأثير الجيوسياسي لروسيا باعتبارها واحدة من أكبر منتجي الطاقة وقدرتها في التحكم بكميات عرض الطاقة على المستوى العالمي. مما عزز من مركزها السياسي ا رئيســيًا على الســاحة الدولية؛ إذ لعبت روسيا أدوارًا كبيرة على واالقتصادي فاعاًل الســاحة الدولية العالمية بسبب المكانة المهيبة التي حظيت بها خصوصًا بعد فترات متعاقبة من األزمات عانتها عقب انهيار االتحاد السوفيتي. يُعد مفهوم أمن الطاقة من أبرز المقومات التي جعلت روسيا تستعيد مكانتها الدولية، وقد ظهر بشكل واضح يفوق المجاالت االقتصادية الروسية األخرى؛ فقد أصبحت روسيا دولة عظمى في مجال الطاقة وبرزت بقوة في عهد الرئيس بوتين؛ إذ أصبحت الطاقة تمثل عنصرًا مهمًا في تحديد مسار وتوجهات السياسة الخارجية الروسية التي بلورت أهدافها الخارجية في مجال الطاقة على اعتبار الطاقة أداة من أدوات السياسة الخارجية الروســية من خ ل اســتخدام ما يسمى بدبلوماسية الطاقة والطاقة كس ح لزيادة النفوذ واالســتثمار الموجه في مجال الطاقــة للهيمنة على البنى التحتية ذات األهمية اإلستراتيجية، والحد من النفوذ الغربي في كل المناطق اإلستراتيجية المهمة. ا عن ذلك، تمكنت روسيا من خ ل سياسة الطاقة التي تنتهجها من توسيع رقعة فضا ًل نفوذها في آســيا الشــرقية وأميركا ال تينية والشــرق األوسط. كما استطاعت روسيا استغ ل مواردها من الطاقة لفرض نفوذها على المستوى الدولي والذي من المتوقع أن يستمر فترة بالرغم من التهديدات والتحديات التي تواجهها. ، شكَل منعطفًا 2022 إال أن اندالع الحرب الروســية-األوكرانية، في فبراير/شــباط جديدًا لما له من تأثيرات كبيرة على مفهوم أمن الطاقة الروسي؛ فقد أثارت الحرب

Made with FlippingBook Online newsletter