العدد21

13 |

مقدمة التي شنتها حركة المقاومة اإلس مية (حماس) ضد " طوفان األقصى " منذ بدء عملية ، واسم إيران يتردد 2023 االحت ل اإلسرائيلي، في السابع من أكتوبر/تشرين األول في وسائل اإلع م اإلقليمية والدولية وفي تصريحات الساسة في إسرائيل والغرب. وأثيرت أسئلة في المنطقة والعالم بشأن الدور اإليراني في العملية وحدود هذا الدور، . ولعل هذه " فعل فلسطيني خالص " مع أن طهران ســارعت مبكرًا لتأكيد أن العملية األسئلة تنطلق من مجموعة عناوين أهمها حالة العداء التي تطبع سياسية الجمهورية اإلس مية تجاه إســرائيل، وااللتزام بدعم فصائل المقاومة الفلســطينية وفي مقدمتها حركة حماس وبناء ع قات قوية مع الحركة وتقديم دعم مالي وعسكري لها. ومع تصاعد العدوان اإلسرائيلي على غزة كانت األسئلة تتصاعد أيضًا بشأن موقف إيران من العدوان وكيف ستدير معادلة دعم المقاومة في فلسطين من خ ل أطراف محور المقاومة دون أن يقود ذلك إلى مواجهة شاملة تتحول فيها إيران نفسها إلى هدف. والواقع أن أبعاد الموقف اإليراني ال يمكن فهمها بمعزل عن فهم طبيعة اإلستراتيجية الدفاعية اإليرانية التي تقوم على بناء حالة ردع تجنِبها الدخول في حرب. وما الع قة التي نسجتها مع حلفائها في المنطقة إال استجابة لما تفرضه هذه اإلستراتيجية. لقد أسهمت وي ت الحرب مع العراق وما صنعته من ذاكرة في بناء هذه اإلستراتيجية، ثم جاءت حرب الخليج الثانية وما أعقبها من حضور غير مســبوق للقوات األجنبية وفي مقدمتها القوات األميركية لتؤكد ضرورة المضي في هذه اإلستراتيجية الدفاعية وكان بنــاء فيلــق القدس مرتبطًا بصورة جذرية بهذا التطور، والحقًا شــكَل احت ل ا آخر ال يقل أفغانستان ثم العراق والدمار الذي ألحقه االحت ل األميركي بهما عاماًل أهمية في شــكل وبنية اإلســتراتيجية الدفاعية اإليرانية التي تقوم على محور أساسي وهــو تجنب المواجهة الشــاملة. ومع ذلك، ال يمكــن إغفال الموقف األيديولوجي اإليراني من القضية الفلســطينية وهو موقف ظل ثابتًا منذ انتصار الثورة اإلس مية، ولعل هذا الموقف يفسر جانبًا من جوانب الع قة مع حماس. ولفهم هذه الحالة ينبغي تناول البعد الداخلي في إيران، وفهم طبيعة ع قة الجمهورية ا عن فهم بنية اإلستراتيجية الدفاعية اإليرانية اإلس مية مع حلفائها في المنطقة، فضاًل

Made with FlippingBook Online newsletter