العدد21

157 |

واجه صدام هذا التحدي من خ ل عدة إجراءات من بينها ملء المؤسسات العسكرية واألمنية بشــبكات العشــائر. لذا، تم دمج الشبكات العشــائرية في بيروقراطية أرفع الكيانات في الدولة: الحزب الحاكم واإلدارة والجيش. وقع كل ذلك تحت سيطرة رئيس الدولة. على الرغم من تحول االنتماءات العشــائرية بشــكل تدريجي لصالح الدولة بد ًلا من العشيرة إال أن الرابطة العشائرية لم تتمزق بشكل كلي. أي إن أفراد العشائر يزدادون قــوة داخل الدولة، ويتولون مناصب متقدمة في عشــائرهم. في المقابل، ستســتغل العشــائر شــخصيات الدولة كقنــوات للحصول على مزيد من الســلطة االقتصادية والسياسية لبقية أعضائها. أدى هذا التحول إلى تعرض العشائر ل نقسامات والصراع على السلطة خاصة عندما يتعلق األمر بالتأثيرات السياسية أو اكتساب القوة االقتصادية. وهذا يستتبع أنه سيكون من غير الدقيق دائمًا توصيف قبيلة معينة بأنها تحمل خصائص معينة ال تتغير، مثل االعتقاد بأن قبيلة معينة ســيكون لها موقف واحد تجاه مسألة سياسية أو أمنية معينة طوال الوقت دون أن تشــهد اخت فات داخلية بين عشــائرها أو أفخاذها. وقد تجلى ذلك في زمن صدام ولكن أيضًا في حقبة ما بعد صدام. 2 . القبلية االجتماعية: يعكس هذا النمط فقدان النظام البعثي بعضًا من سلطته بعد ) والعقوبات 1991 ، والكويت 1988 - 1980 تأثيــر الحروب التي خاضها (إيران التي تبعت ذلك. كان على النظام أن يتقاسم بعض سلطاته االحتكارية مع شبكاته العشائرية. وشمل ذلك وظائف السلطة القضائية وجباية الضرائب وإنفاذ القانون. حصلت على إثر ذلك بعض العشائر على المزيد من المسؤوليات المجتمعية من أجل رفع بعض العبء عن الدولة. ، فقدت الحكومة العراقية 1991 بعبارة أخرى، بعد الحرب العراقية-الكويتية في عام الكثير من قوتها االقتصادية والعسكرية بسبب: ƒ اضطرار الحكومة إلى االنســحاب من قطاع الخدمات االجتماعية، وفرض ضرائب باهظة، بعدما أضر التضخم المفرط باالقتصاد بشدة. وكان المتضررون بشكل خاص هم الطبقات الحضرية والريفية المتوسطة والدنيا.

Made with FlippingBook Online newsletter