العدد21

159 |

وفيما يتعلق بالبُعد اإلنساني لهذا المفهوم، دعا تقرير برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ) إلى إعادة النظر في اعتبار الدولة المورد الرئيســي لألمن والوصي 26 ( 2003 لعام عليه، بل ســعت إلى اعتبار األمن هدفه الشــعوب، فيما صاغته على أنه أمن بشري، ألن الدولــة ذاتها يمكن أن تشــكِل تهديدًا لشــعبها. وتجــاوز التقرير مفهوم األمن البشري وأمن الدولة ليشمل أيضًا سمات أساسية أخرى لألمن، مثل: حقوق اإلنسان والتنمية البشرية. وقد عُرِف األمن البشري بأنه إنشاء نظم سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية وثقافية وصحية وبيئية من شأنها تمكين الناس من العيش بكرامة وفرص كســب العيش. وبهذا المعنى، خلص التقرير إلى أن تلبية احتياجات األمن البشــري هذه قد ال يتحملها طرف واحد (مثل الدولة) بمفرده بل البد من إشراك عدة جهات أخرى بما في ذلك المنظمات اإلقليمية والدولية والمجتمع المدني. لذلك، فإن األمن البشري وأمن الدولة يعتمدان ويعزز بعضهما البعض من أجل دولة مستقرة وسكان آمنين. ) ، توجد أســئلة يجب طرحها لفهم معنى األمن 28 ) وريتشــي( 27 في رأي بالدوين( في سياق معين: - األمن لمن (الدولة، األفراد، الحكومة، النظام الدولي)؟ - ما القيم التي يأتي األمن لتلبيتها (الرفاه، االســتقرار النفســي، الس مة اإلقليمية، السيادة، الثقافة)؟ - ما التهديدات (الدول، الجماعات المسلحة، األيديولوجيات، االتجاهات الثقافية، الموارد/االقتصاد، الكوارث البيئية، األوبئة)؟ - ما الوســائل المســتخدمة لتحقيق األمن (التسليح، السياســة، القانون، االقتصاد، الوكاالت المعنية)؟ - بأي ثمن (أي مقدار األهداف األخرى التي ســيتم التضحية بها وكم من األموال سيتم إنفاقها لتحقيق األمن)؟ - فــي أي فترة زمنيــة (حدث ثقافي معين، تغيير النظام، وقت صعود قوة/مجموعة معينة... إلخ).

Made with FlippingBook Online newsletter