العدد21

| 160

يميل األمن إلى أن يكون مفهومًا سوسيو-سياســي (اجتماعيّا-سياســيّا)؛ فعندما تتم معالجة األمن، فإنه يجلب السياسة واالقتصاد والمجتمع إلى المقدمة أيضًا. سيظهر في الفصول القادمة أن الجهات الفاعلة العديدة (الجهات الفاعلة االجتماعية كقبائل، والجهات الفاعلة األمنية كجماعات مسلحة، والجهات الفاعلة السياسية كحكومات) المشارِكة في الوضع األمني في غرب األنبار لديها إجابات مختلفة على هذه األسئلة، وبالتالي ســيكون لديها تصورات ووسائل مختلفة من أجل تحقيق األمن على أرض الواقع. الجماعات المسلحة الرئيسية غير الحكومية في غرب األنبار توجد الجماعات المســلحة في العراق على صيغتين: األولى موالية للســلطة، لكنها ليست بالضرورة تابعة لها، وتتمثل بالعشرات من الجماعات الشيعية المسلحة، التي ضمن الحشــد الشــعبي، قبل أن يتحول األخير إلى 2014 انتظمت ابتداء من العام منظمــة أمنيــة حكومية بقرار من البرلمان العراقي، لكــن معظم الجماعات المكونة لــه، ظلت تحتفظ بهياكلها التنظيمية والعســكرية الخاصة بهــا، وتقوم بأداء مهام ال تصدر بالضرورة من رئيس الوزراء وهو القائد العام للقوات المســلحة حســب ما يقتضي نظامها الرسمي، رغم أنها تتلقى تمويلها وتسلحيها من الدولة العراقية. وهناك ضمن الحشــد الشعبي، فصائل سُنيَة ومسيحية وأيزيدية محدودة العدد ال تخرج عن منطق الجماعات الشــيعية األكبر وأهدافها، وتحظى قياداتها بنفوذ سياسي وعسكري واقتصادي في مناطق وجودها. أما النمط الثاني من الجماعات المســلحة فهو القوى المســلحة المناهضة للدولة، وأبرزها خ ل السنوات األخيرة تنظيم الدولة اإلس مية الذي كانت الحكومة العراقية ، لكن بيانــات حكومية مختلفة ما زالت 2017 أعلنــت القضــاء عليه في نهاية العام تصدر باســتمرار وتتضمن القضاء على أفراد من هذا التنظيم في أماكن مختلفة من العراق؛ مما يؤشــر ألن التنظيم ما زال موجودًا وإن بشــكل محدود وغير مؤثر بقوة أو بوضوح. يختلــف الواقع األمني الراهن في العراق بشــكل جوهري عن مرحلة ما قبل الغزو ، فقــد كان نظام الرئيس الراحل، صدام حســين، هو المزود 2003 األميركــي، عام

Made with FlippingBook Online newsletter