العدد21

| 16

يُســمح بتجاوزها، لكن مجريات الحرب وأعداد الشهداء الكبيرة أثارت أسئلة بشأن المقصود بالخطوط الحمراء في المعادلة اإليرانية. ودَعَت طهران الدول اإلس مية إلى اتخاذ إجراءات ضد إســرائيل ردًا على عدوانها وفرض العقوبات " قطع الع قات الدبلوماســية ولو فتــرة محدودة " علــى غزة، مثل )، لكن مقترحاتها لم تجد آذانًا صاغية على الرغم من فداحة 5 ووقف تصدير النفط( الجرائم اإلســرائيلية بحق المدنيين واألطفال. لقد حمل هذا التجاهل مؤشــرًا على مســافة كبيرة بين ما تريده إيران وما تريده الدول العربية، وبدا أن الســعي اإليراني إليجاد شــريك عربي يســاعد في الضغط على إســرائيل لوقف الحرب ضرب من المستحيل. إيران ال تصطاد ألصدقائها إنما تعلمهم الصيد بحذر بالغ، وبدا " طوفان األقصى " رغم التأييد المعلن إال أن إيران تعاملت مع تبعات واضحًا أن الداعم األكبر لمحور المقاومة يبذل جهده لمنع توســيع ســاحة الصراع، ويرسل رسائل واحدة تلو األخرى محذرًا من ذلك. بقــي األصوليــون في إيران على موقفهــم المعلن في دعم حمــاس، بينما اتجهت من " الشــخصيات اإلص حية والمعتدلة إلى توجيــه دعوات بضرورة الحذر، فهناك . كانت الدعوات واضحة ومتزايدة بتوخي المزيد " يحاول جر رجل إيران إلى المعركة من الحذر، وهي الدعوة التي وجهها اإلص حي، محسن هاشمي، محذرًا من استفزاز إســرائيل وتوريط إيران وتحويل اتجاه الخطاب نحو حرب إقليمية أوسع ضد إيران .) 6 في محاولة لحشد دعم دولي أوسع( وظهرت المســحة الواقعية في ردود أفعال التيار اإلص حي والتيار المعتدل، اللذين كثيرًا ما رجَحا خطاب الدبلوماســية على خطاب المواجهة (خاصة في األمور التي .) 7 ًض ًا( تتعلق بالواليات المتحدة)، وهو ما أصاب القضية الفلسطينية أي لقــد صدرت تصريحــات مؤيدة للقضية الفلســطينية عن وزير الخارجية الســابق، محمد جواد ظريف، والرئيســين السابقين، حســن روحاني ومحمد خاتمي، وتؤكد أهمية القضية الفلسطينية، لكنهم أرسلوا دعوات واضحة بتقييد دور إيران في الدعم

Made with FlippingBook Online newsletter