العدد21

| 188

المستوى اإلقليمي القاري عبر مختلف السياسات والرؤى التكاملية مع الشركاء من الدول اإلفريقية. بإلقــاء الضــوء على األهميــة المتصاعدة لما توفــره القارة اإلفريقيــة من إمكانات اســتثمارية على المســتويين القاري والدولي، فإن التوجهات الك ســيكية للسياسة الخارجية الجزائرية تجاه الشــركاء األفارقة، والقائمة على المحددين الرمزي-األمني لم تعد كافية لتحقيق تفاعل وحضور أكبر، في حين أن تبني سياسات قائمة على تعزيز الوجود االقتصادي التجاري يسهم في تقوية وترسيخ الدور التاريخي للجزائر بالقارة. يكتســي موضوع الدراسة أهمية بالغة على الصعيدين العلمي والعملي، فمن الناحية العلمية أضحت مســألة التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية الجزائرية تجاه القارة ، 2019 اإلفريقية خ ل العقد األخير، وباألخص بعد تداعيات الحراك الشــعبي منذ تجتــذب اهتمام أغلب المهتمين بشــؤون الجزائر وع قاتها اإلقليمية. وتحاول هذه الدراســة زيادة حقائق ودالئل علمية، مواكبة بذلك األحداث والمســتجدات الراهنة خاصة مع ما تشهده القارة من تطورات وانعكاسات لحالة التنافس والصراع الدوليين على النفوذ بأقاليمها، وكذلك انعكاســات الحرب الروسية-األوكرانية على سياسات الــدول الكبــرى تجاه القارة. أما من الناحية العملية، فتحاول الدراســة أن تبين أهم السياســات الواجب على الســلطات الجزائرية اتباعها تجاه الشركاء األفارقة في ظل . توازنات القوة الماثلة على المستويين، القاري والدولي اعتمدت الدراســة المنهج التاريخي الذي يســتخدم لدراسة الع قات الدولية، بغية معرفــة الخلفيــة التاريخية للع قــات األفرو-جزائرية وإبراز أهم محدداتها، ســواء أكانت السياسية/الرمزية منها أم األمنية، وإدراك أهم جوانب القصور واالخت ل في مســار هذه الع قات، عبر تمحيص مختلف المحطات المحورية ألداء الدبلوماســية الجزائرية في محيطها القاري اإلفريقي، واالســتفادة من الممارســات التاريخية في التعاطي الجزائري مع مختلف القضايا المحورية للقارة اإلفريقية. ا عــن ذلك كان االعتماد على المنهج الوصفي التحليلي؛ وذلك للتفصيل أكثر فــضا ًل في المعطيات التي تفرزها الحركية الحالية للدبلوماسية الجزائرية الرسمية تجاه القارة اإلفريقية، خاصة بعد انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون على رأس الدولة الجزائرية، وتبني خطاب سياســي رســمي يؤكد على ضرورة إدارة دفــة الع قات الجزائرية-

Made with FlippingBook Online newsletter