العدد21

| 196

ثالثًا: العمق اإلفريقي في التوجهات الجيواقتصادية الجديدة للجزائر لم يخل الخطاب السياســي الرســمي للحكومات الوطنية الجزائرية من التطرق إلى البعــد االقتصادي عند الحديــث عن الع قات األفرو-جزائرية، أو عند توصيف أي إستراتيجية عمل حكومية في تفاع تها مع الشركاء من الدول اإلفريقية، خاصة تلك المتاخمة للنطاق الجغرافي للجزائر، إال أنه وعند التدقيق في جزئية السياسات المتبعة % صادرات 5 على أرض الواقع، خاصة وإن عبَرنا عن ذلك بلغة األرقام (ما نســبته )، نجــد أن الوضع والواقــع يختلف تمامًا عن حجم ما 21 % واردات)( 3 وحوالــي تنــادي به مختلف الحكومات الجزائرية المتعاقبة على إدارة الدولة منذ االســتق ل شعارات رنانة ال سياسات واقعية. إلى يومنا هذا؛ األمر الذي يجعلنا أمام على الرغم من أن اإلحصائيات الرســمية تشــير إلى أن نسبة التبادالت التجارية بين الجزائــر والــدول اإلفريقية ضئيلــة جدًا من مجموع المبــادالت الكلية، إال أن ثمة مؤشــرات إيجابية فيمــا يتعلق بالفوائد التي يتوقع أن توفرهــا منطقة التجارة الحرة ) إلى 2040 حيث تشــير توقعات بعض الخبراء االقتصاديين (آفاق ســنة " اإلفريقية؛ أن التطبيق الفعلي التفاقية االندماج بمنطقة التجارة الحرة اإلفريقية من شــأنه زيادة % 25 مليار دوالر، أو 50 % أي حوالي 15 حجم التجارة البينية اإلفريقية إلى نســبة .) 22 ( " مليار دوالر أميركي 70 ما قيمته (الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا)، قامت " النيباد " إلى جانب األدوار الجزائرية في إطار بمبادرات تنموية أخرى من خ ل تأسيس ع قات تبادل اقتصادي مع " الجزائر أيضًا ندوة " دول الساحل اإلفريقي، وذلك في إطار دعم التعاون جنوب-جنوب، عبر إقامة ، وذلك بهدف ترقية التعاون متعدد األطراف مع دول الســاحل " التعاون الصحراوي )، وحسب الباحثة، 23 ( " والصحراء للبحث عن حلول للمشاكل االقتصادية والسياسية وتيرة التوجهات االقتصادية نحو القارة اإلفريقية ازدادت عقب " صوريــة تريمة، فإن حاالت الفشل واإلحباط المتتالية التي ضربت مشاريع الشراكة مع االتحاد األوروبي )؛ األمر الذي دفع بدوائر صنع القرار الجزائري إلى التفكير أكثر 24 ( "2005 منذ سنة ا لترقية وتنويع المبادالت التجارية وتوســيع دوائر االســتثمار بالفضاء اإلفريقي بدياًل الخارجي.

Made with FlippingBook Online newsletter