| 212
الحكومية من جهة أخرى. وتستنتج أن ضعف المؤسسات العامة الذي هو أحد أهم أسباب الفساد يؤدي إلى انخفاض في االستثمار، وبالنتيجة بطء عجلة التنمية. أما في المجال القانوني فالفساد يعد انحرافًا عن االلتزام بالقواعد القانونية يكون له أثر مدمر على حكم القانون السيما عندما يصل القضاء. أما بحوث علماء السياسة فهي تركز على ع قة الفساد بشرعية الحكم، ونماذج القوى السياسية، ودور مؤسسات المجتمع تتمثل في انتهاك قواعد " ع قة اجتماعية " المدني. بينما يرى علم االجتماع الفســاد .) 7 السلوك االجتماعي في ما يتعلق بالمصلحة العامة( عمومًا، تتأثر النظرة إلى الفســاد ومحاولة تعريفه بالحقل العلمي للباحث والمنظور الــذي ينطلق منه لتعريفــه. لذلك أدى النقاش الذي دار بيــن المفكرين والمهتمين بدراســة موضوع الفســاد، إلى تبلور أربعة اتجاهات كبرى، حاولت تعريف الفساد، ووضعت المعايير التي يتم على أساسها تعريف هذا المفهوم، وهي: أعطى معنى شموليًا لمفهوم الفساد االتجاه األخالقي: التعريف الذي يستند إلى أو ًل ا : انطالًقًا من االعتبارات األخ قية. فعند الف ســفة الغربيين، مثل أف طون وأرســطو ومكيافيلي، يشــير اللفظ إلى مختلف حاالت االنحراف. واســتخدمه الف سفة ليس لوصف ســلوك األفراد المنحرف، بل لوصف الصحة األخ قية للمجتمع ككل. لذا يشــير الفكر السياسي اليوناني إلى أن انحطاط المدينة العادلة التي يحكمها الدستور الكامل، يتجلى في تحولها إلى مدينة ظالمة يحكمها دســتور فاســد وحكم الطغيان، وتعمها الفوضى، ويســودها الخراب، حســب تصور أف طون. ويســتخدم أرسطو المصطلــح لوصــف نمط الحكم المنحــرف، أي حكومة الغوغــاء التي ال تخضع تنبني على " ). فنظرة االخ قيين إلى ظاهرة الفساد 8 للقانون، وحالة التفســخ السائد( . وهنا يشتمل الفساد على الرشوة " االنحراف األخ قي لبعض المسؤولين العموميين ). ويعد الفعل فاســدًا إذا حكم 9 واالخت س والغش والتهرب الضريبي وغير ذلك( عليه المجتمع بذلك، وإذا ما أحس فاعله بالذنب؛ ومن ثم ال ينظر األخ قيون إلى المحاباة في المجتمع اإلفريقي على أنها ســلوك فاســد، ألنهم يتفقون على اآلثار ). لذلك يؤخــذ على هذا التعريف تركيزه على بُعد 10 اإليجابية والســلبية للمحاباة( واحــد للفســاد هو البعد األخ قــي، إال أن هذا البعد وإن كان مهمًا وأساســيًا إال أنــه يتعلق بجانب واحد، وهو نســبي ويختلــف من مجتمع إلى آخر ومن زمان إلى .) 11 آخر(
Made with FlippingBook Online newsletter