| 220
هكذا، فالفساد يؤدي إلى ظهور تأثير عدة عوامل حاسمة أخرى (الفقر، ضعف الشفافية في مجال تدبير المواد الطبيعية، عدم المســاواة في الحصول على الخدمات العامة) ،) 51 تفاقمه بما يســهِم في ضعف الدولة وقابليــة تعرضها للنزاعات وانعدام األمن( وبذلك فهو يشكِل عنصرًا مهمًا من مجموعة من العوامل الخطرة التي تجعل الدولة عرضــة للصراع العنيف)؛ ألن الفقر أو فشــل التنميــة االقتصادية بصفة عامة الناتج عن الممارســات الفاســدة يهيئ أرضية خصبة لتفاقم مظالم الناس، والحد من قدرة األفراد والمجتمعات على إدارة تزاحم األولويات؛ مما يؤدي إلى تأجيج االشتباكات العنيفة التي تســتند إلى معايير انتمائية أخرى يلجأ لها األفراد، في ظل فشــل الدولة فــي الوفــاء بمتطلباتهم في العيش الكريم، على غرار االنتماء العرقي واإلثني، نتيجة كون الشــبكات الكليبتوقراطية في هذه البلدان تسهم في حدوث تشوهات اقتصادية حادة تقوض التنوع االقتصادي لبلدانها، وتركز طاقات حكوماتها على مصادر الدخل التي يمكنها االســتي ء عليها؛ الشيء الذي يؤدي إلى انكماش القطاعات االقتصادية األخرى أو يضعفها بســب الغش الذي يمارَس على الســلطات الجمركية أو األنواع ). ومن بين القطاعات التي تستهوي بشكل 52 األخرى من المنافســة غير المشروعة( خاص الكليبتوقراطيين الراغبين في إخفاء الرشاوى قطاع الدفاع، وغالبًا ما يكون هذا المجال في عدة بلدان هو أهم مجاالت اإلنفاق العمومي، إن لم يكن األكبر، الذي دورًا في تمكين " األمن القومي " يعاني أعلى مســتويات الفســاد. فقد تلعب مبررات النخب الحاكمة من توجيه العقود نحو شبكات المحسوبية، وإعادة توجيه الرشاوى نحو تمويل الحم ت السياســية، أو ببســاطة وضع يدها على الميزانيات الحكومية تريليون دوالر 1 . 7 دون رقابــة. فتكلفــة قطاع الدفاع العالمي قاربت الوصــول إلى في الســنة، وهي تشــكل جزءًا كبيرًا من الميزانيات الوطنية ألغلب البلدان وتحول الموارد بعيدًا عن أولويات أساسية أخرى لإلنفاق العام، إذ يعد قطاع الصحة والتعليم األكثر تضررًا من نقص الموارد الذي أســهمت الحكومات الكليبتوقراطية في سرعة ). وهذا ما يجعل الطروحات النقدية لألمن تذهب إلى أن األمن اإلنساني 53 تفاقمه( ). وتجدر اإلشارة هنا 54 لم يغير شــيئًا من الممارســات القديمة والباقية على حالها( بالمئة من ميزانياته على 5 إلى أن ما يقارب نصف الدول اإلفريقية ينفق ما يزيد عن ). بصفة عامة، 55 بالمئة( 10 بلــدان ما يزيد عن 7 المؤسســات الدفاعية، بينما تنفق
Made with FlippingBook Online newsletter